ولد سنة خمس وثلاث مئة، وما زال منذ نشأ فتى، نبيلًا، عفيفًا، جميلًا، حاذقًا بصنعة القضاء، بارعًا في علم الأدب والكتابة، حسنَ الفصاحة، واسعَ العلم باللغة والشعر، تامَّ الهَيبة.
ولي القضاء بمدينة السلام في حياة أبيه وبعد وفاته.
قال الخطيب: ولا يُعرف في القضاء أعرف منه ومن أخيه الحسين، فإنهما وليا القضاء بالحيرة، وكذا أبوهما عمر، وجدُّهما محمَّد، وأبوه يوسف، فأما يعقوب فإنه وَلي قضاء مدينة النبي ﷺ، ثم تقلَّد فارس.
وكان أبو نصر فصيحًا، وله شعر، فمنه:[من المجتث]
يا مِحْنةَ الله كُفِّي … إنْ لم تَكُفِّي فخِفِّي
ما آنَ أن تَرْحَمينا … من طولِ هذا التَّشَفِّي
خَرجتُ أطلبُ بَخْتي … فقيل لي قد تُوفّي (١)
(١) تاريخ بغداد ٦/ ٤٧٣، والمنتظم ١٤/ ١٨٣، وتاريخ الإِسلام ٨/ ١٠٨.