بمولودٍ براه الله ليثًا … وغَيثًا يَستهلُّ على البَرايا
نَجيبًا نَجَّبَتْهُ كرامُ قومٍ … فجاء شَبيهَهم حَزْمًا ورايا
ثَنايَ عليهمُ ما دمتُ حيًّا … ثناءَ المُسْتهامِ على الثنايا
حياةُ المجدِ أن يَحيى وتُفني … أعادِيه الحوادثُ والرَّزايا
فقُلْ لأبي المُظَفَّر قد ظَفِرْنا … بما نَرجو لديكَ من العَطايا
ومَن يَهْدِ الحَيا لرِياضِ مَدْحٍ … يَفُزْ منها بأطرافِ الهدايا
كما جادَ السَّحابُ الجُودُ أرضًا … فأبْرزَ من مَحاسنها الخَفايا
وقد جاءت مَدائحُنا نُقودًا … فلا تَجعلْ جوائزَها نَسايا
وقال يمدح أهل البيت والحسين ﵈ دائمًا أبدًا: [من البسيط]
إذا عَدَدْنا قُريشًا في أباطِحها … كانوا الذَّوائبَ منها والعَرانينا
أغنَتْهُمُ عن صفاتِ المادحينَ لهم … مدائحُ الله في طه وياسينا
أقامَ رَوْحٌ ورَيحان على جَدَثٍ … ثوى الحُسين به آمين آمينا
كأن أحشاءنا من ذِكرِه أبدًا … تُطوى على الجَمْر أو تُحشى السَّكاكينا
مَهْلًا فما نَقَضوا أوتارَ والدِه … وإنما نَقَضوا في قتله الدِّينا
آلَ النبيِّ وَجَدْنا حُبَّكم سَببًا … يَرضى الإلهُ به عنّا ويُرضينا
فما نُخاطبُكم إلا بسادَتِنا … ولا نُناديكمُ إلا مَوالينا
إن أَجْرِ في حُبِّكم جَرْيَ الجَواد فقد … أضحَتْ رِحابُ مَساعيكم مَيادينا
وكيف يَعدوكُمُ شِعري وذِكرُكُمُ … يَزيدُ مُسْتَحْسَنَ الأشعار تَحسينا
من أبيات.
وكان بين السَّرِيّ وبين الخالِدِيَّين الشاعرين مُهاجاة، فبالغا في أذاه عند سيف الدولة حتى قطع رُسومه، فانحدر إلى بغداد، ومدح الوزير أبا محمد المُهَلَّبيّ بمدائح، منها قوله: [من الكامل]
أصبحتَ أعلا الناسِ قِمَّةَ سُؤددٍ … والناسُ بعدك كلُّهم أكفاءُ
أيمينُك البحرُ الخِضَمُّ وقد طَمَتْ … أمواجُه أم صَدْرُكَ الدَّهْناءُ