واستدعى أخاه أبا الفضل محمد بن القاهر، فخرج إليه، وأقاما وأمرُهما على السَّداد حتى مات كافور، ودخل جوهر مصر سنة سبع أو ثمان وخمسين، فخرجا إلى الشام، وعرف المطيع خبرَهما فقال: ما أعجب أمرَ هذين الرجلين، أتُراهما يخافان مني أكثر مما يخافانه من المغاربة والقرامطة! وأعطاهما أمانًا أكَّده على نفسه، وكُتب عنه بأمره، وقال: ما أرى التَّعَرُّضَ لأحد من أهلي، ولا الإساءة إلى أولاد الخلفاء، فقد كان لحقني من المُسْتكفي ما أحسن الله لي العاقبةَ فيه، وعاد بسوء العاقبة عليه.
وكوتب عبد الصمد وأخوه محمد بذلك، فوردا بغداد في سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة، وأقاما ببغداد على حالِ صِيانةٍ وحراسة، ومات عبد الصمد في هذه السنة (١).