أبو محمد الكُتاميّ دمشق أخذه، فجعله في قَفَصٍ من خَشَب، وبعث به إلى المُعِزّ، فلما دخل عليه قال له: أنت القائل: لو كان معي عشرة أسهم لرميت بتسعة في المِصْرِيّين وواحدٍ في الروم؟ قال: نعم، قال: ولمَ؟ قال: لأنَّكم غَيَّرتُم المِلَّة، وقتلتُم العلماء والصالحين، وادَّعيتُم أن نورَ الإلهية فيكم، فامر أن يُشْهَر ثلاثة أيام، ويُضْرَبَ كلَّ يومٍ ألْفَ سَوْط، ثم يُسْلَخ في اليوم الثالث، ففُعل به ذلك، فقال في اليوم الأول وهو يُشْهَر: هذا امتحان، وفي اليوم الثاني: هذه كفَّارات، وفي اليوم الثالث: هذه درجات.
ثم سَلَخَه بعض اليهود من رأسه إلى قدمه وهو لا يتأوَّه، قال اليهوديُّ: فَرحِمْتُه، فطَعَنْتُه بالسكِّين في فؤاده فمات، فأرَحْتُه، وحُشي جِلدُه تِبنًا، وصُلِبَ.
ورُوي عنه أنه كان يقول: ﴿كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا﴾ [الإسراء: ٥٨].
فرأى ابن الشَّعشاع المصريّ أبا بكرٍ في المنام وهو في هَيئةٍ حَسَنة فقال: ما فعل الله بك؟ فقال:[من الوافر]
وقَرَّبَني وأدْناني إليه … وقال انْعَمْ بعَيشٍ في جِواري
[قال ابن عساكر: حَدَّث الرَّمْليُّ عن أبي سعيد بن الأعرابي وغيره، وروى عنه تمَّام بن محمد، وعبد الوهَّاب المَيداني، و] روى عنه الدَّارقطنيُّ وقال: حدَّثني الشَّهيدُ بالرَّمْلَة، وكان يذكره ويبكي [عليه ويقول: نِعمَ الرجلُ الرَّمْلي الشَّهيد] رحمة الله عليه.