وقال: أثقالُ الحقِّ لا يَحملها إلا مَطايا الحقّ.
وقال: جَذْبَةٌ من جَذَباتِ الحقِّ تُربي على عَمل الثَّقَلَين.
وقال: أنت بين نِسبتين؛ نِسْبَةٍ إلى الحقّ ونِسْبةٍ إلى آدم، فإذا انتسبتَ إلى الحقِّ دخلتَ في مقامات الكَشْفِ والعِصْمَة، وتلك نسبة تحقيق العبودية ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِمْ سُلْطَانٌ﴾ [الحجر: ٤٢]، وإذا انتسبتَ إلى آدم دخلتَ في مقامات الظُّلمِ والجهل ﴿وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب: ٧٢].
[وحكى عنه في "المناقب" أنه] قال: سِجْنُك نفسُك، فإذا خرجتَ منها وقعتَ في راحة الأَبَد.
وقال: إنما سُمّي أهلُ الكهف فِتْيةً لأنهم آمنوا بغير واسطة.
وقال: الحقُّ غَيور، ومن غَيرته لم يجعلْ إليه طَريقًا سواه.
وقال: نهاياتُ الأولياء بدايات الأنبياء.
وقال: دخلتُ البادية [في بعض أسفاري] فصُعِقْتُ، فكُشِف لي عن القمر، فإذا في وجهه مَكتوب: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ الآية [١٣٧: البقرة]، فاستَقْلَلْتُ من وقتي ومَشَيت (١).
وقيل له: إنه ليس لك في المحبة شيء؟ فقال: محبَّةٌ توجبُ سَفْكَ الدِّماء، ومحبةٌ توجب حَقْنَها، وإن كان كما قالوا فلي حَسَراتٌ أحترِقُ منها، وأنشد: [من الطويل]
ومَن كان في طولِ الهوى ذاقَ سَلْوَةً .. فإني من لَيلى لها غيرُ ذائقِ
وأكثرُ شيءٍ نِلْتُه من وصالها … أمانيُّ لم تَصدُقْ كلَمْحَةِ بارِقِ
وقال: للخلق كلِّهم مقامُ الشَّوق، وليس لهم مقام الاشتياق، ومَن دخل في مقام الاشتياق هام فيه حتى لا يُرى له أَثَرٌ ولا قَرار.
وقال: للنَّفس قوت، وللقلب قوت، وللسرِّ قوت، وللرُّوح قوت؛ فقُوتُ النَّفسِ الطُّمَأنينة، وقوت القلب الرُّوحانيّة، وقوت السرِّ الفكرة، وقوت الرُّوحِ السَّماعُ الصَّادرُ
(١) في مناقب الأبرار ٢/ ٢٠٤: فاستقللت وفتح عليَّ من ذلك الوقت.