للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر السبب:

كان شرفُ الدولة قد ولَّاها أبا نصر خواشاده، وكان أبو طاهر إبراهيم وأبو عبد الله الحسين ببغداد لمَّا مات شرف الدولة، فأصعدا إلى الموصل، فنزلا بالدَّير الأعلى، وخرج إليها عوامُّ الموصل، وقاتلهم أبو نصر خواشاده فغلب العوامُّ، ونهبوا دُور الدَّيلم، وقتلوا منهم جماعةً، وانهزم الباقون إلى بغداد، وأقام إبراهيم والحسين بالموصل في نفَرٍ يسيرٍ من الحمدانية، وطالبهم الأعراب بالأرزاق، ولم يكن لهما مالٌ، فانحلَّ أمرُهما، وأقاما على ضعفٍ، وسنذكرهما إن شاء الله تعالى.

وفيها قَبضَ بهاءُ الدولة على أبي الحسن محمد بن عمر (١) بن يحيى العلوي، وسببُه كثرةُ ماله، فإنه كان حاصلُه كل سنة من سقي الفرات ألفا ألف درهم وخمس مئة ألف درهم، وكان عضُدُ الدولة قد نكَبَه (٢)، وأطلَقَه صَمْصام الدولة، فحسُنَ حالُه في أيام شرف الدولة، وكثُر مالُه، وكان يؤدي في كلِّ سنةٍ خراجَ ضياعه أربعة آلاف ألف درهم، وأخذ منه في هذه النكبة ألف ألف دينار، كان بعضُها في بيته، وبعضُها ودائعَ عند الناس، وادَّعى عليه شرفُ الدولة مُطالباتٍ وحسابًا في المعاملات، وأخذ منه [من] الخيل والبغال والمراكب والمتاع ما يساوي مئة ألف دينار، وأقام معتقلًا في دار المملكة.

وفيها أسقط بهاءُ الدولة ما يُؤخذ من حقوق المراعي بالسَّواد وغيره.

و [فيها] (٣) وُلِدَ لبهاء الدولة ولدٌ سمَّاه بُوَيه، وكنَّاه أبا منصور.

وفي آخر السنة تحدَّث الناس أنَّ امرأة من الجانب الشرقي من بغداد رأت في منامها رسولَ الله يقول لها إنها تموت من غدٍ وقت العصر، وأنه صلَّى في مسجد بقطيعة أمِّ جعفر، ووضع كفَّه في حائطه موضع القبلة، فأصبح الناس فوجدوا أثر الكفِّ، وماتتِ المرأةُ وقت العصر، فعَمَر الشريفُ أبو أحمد الموسوي ذلك المسجد (٤)،


(١) تحرف اسم عمر في (م) و (م ١) إلى: منصور.
(٢) نكبَه: صادر ماله وحبسه.
(٣) ما بين حاصرتين زيادة يقتضيها السياق.
(٤) بعدها في (م) و (م ١) زيادة: بالقطيعة، ولا داعي لها.