للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي جمادى الأولى سار بهاءُ الدولة فنزل الزَّعفرانية يُريد شيراز، وسار إلى واسط، فأقام بها، ثم سار إلى البصرة، ووافاه [وفاة] (١) أخيه أبي طاهر فيروزشاه، وأنه مات بشيراز، فقعد للعزاء، وسار إلى الأهواز، وسيَّر أبا العلاء عبيدَ الله بن الفضل على مقدِّمته ومعه جمهور عسكره، فصار إلى أَرَّجان، ففتح القلعة بالجُنْبذ (٢)، واستولى على ما فيها من العين (٣) والجواهر والصِّياغات وغيرها، ووصل بهاءُ الدولة إلى أَرَّجان، وعرضَ ما كان في القلعة، فإذا هو ألف ألف دينار وثمانية آلاف ألف درهم، وأما الصِّياغات والجواهر فشيءٌ كثير، وشغَبَ الدَّيلم والتُّرك، وطلبوا الأرزاق، فأرضاهم، وسار أبو العلاء من أرَّجان إلى النُّوبَنْدَجان (٤)، فهزمَ مَنْ فيها من عسكر صَمْصام الدولة، واستأمن إليه كثيرٌ من الدَّيلم، وانتشر أصحابُه في نواحي فارس، وسار أبو نصر فولاذُ بن ماناذر في عساكر صَمْصام الدولة المتكاثفة على المقدمة، فالتقى بأبي العلاء في ذي الحجة، فهزم أبا العلاء، وقتَلَ من الأتراك مَقتلة عظيمةً، وحمل رؤوسهم إلى شيراز إلى صَمْصام الدولة، وكان ذلك مُهِمًّا في ثَلْمِ عسكرِ بهاء الدولة، وراسل (٥) فولاذ أبا العلاء وخَدَعه، وأطمَعَه (٦) ثم كبَسَه بغتةً، فانهزمَ إلى أَرَّجان، وعرف صَمْصام الدولة، فسار من شيراز من ذي الحجة، وغَلَتِ الأسعارُ وضاقت المِيرة على بهاء الدولة، وشغَبَ الدَّيلم، وتردَّدتِ الرسائلُ بين بهاء الدولة وصَمَصام الدولة، على أن يكون لصَمْصام الدولة فارسُ وأرَّجانُ، ولبهاء الدولة خُوزستان من حَدِّ رامَهُرْمُز والبصرة والعراق، وعُقِدتِ العقودُ، وكُتبتْ نُسخُ الأيمان المعهودة، وعاد بهاء الدولة إلى الأهواز، وورد أبو عبد الله الحسين بن علي بن عَبْدان


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) الجُنْبذ: قرية من قرى نيسابور، أو من بلاد فارس. معجم البلدان ٢/ ١٦٨.
(٣) العَيْن: ما ضُرب نقدًا من الدنانير. المعجم الوسيط (عين).
(٤) في الأصلين (خ) و (ب) كُتبت خطأً: النُّوبنجان -من غير دال بين النون والجيم- والنُّوبَنْدَجان: مدينة من أرض فارس بينها وبين أرَّجان ستة وعشرون فرسخًا. معجم البلدان ٥/ ٣٠٧.
(٥) في (خ): وأرسل، والمثبت من (ب).
(٦) في (خ): وأطعمه، والمثبت من (ب).