للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحربية في أيام المُطيع، على أن يجعله جامعًا يُخطَبُ فيه، فمنع المطيعُ منه، وقال: لا تجوز الصلاة فيه. فلمَّا كان في هذا الوقت استفتى الفقهاء فيه، فأفتَوا بالجواز (١).

وفي ذي الحجة تزوَّج القادر سُكينة بنت بهاء الدولة على صَداقٍ مبلغه (٢) مئة ألف دينار، وكان الإملاك (٣) بحضرة القادر (٤) والوالي (٥) الشريف أبي أحمد الحسين (٦) بن موسى الهاشمي، وتُوفِّيت قبل النَّقلة إليه، فحزن عليها أبوها حزنًا شديدًا، وأقام أيامًا لا يراه أحد (٧).

وفيها ابتاع أبو نصر سابور بن أَزْدَشير دارًا بالكَرْخ بين السُّورين، وعمَّرَها دارًا للعلم، ووقفها على أهله، ونقل إليها كتبًا كثيرةً، وعمل لها فِهْرِستًا، صورتُه: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هذا فِهْرِستٌ جمعَه سابور بن أَزْدَشير من كتب القرآنِ وعلومِه، ومعانيه وتفاسيرِه، والقراءاتِ، والفقهِ، والأدعيةِ، والفرائضِ، وعلوم الشريعةِ على اختلاف المذاهب، والكلامِ، والجدلِ، والمقالات، وكُتبِ أهلِ البيت والأنسابِ، واللُّغاتِ، والأمثالِ، والصفاتِ، والعربيةِ، والعروضِ، والقوافي، ودواوينِ الشعراءِ والقدماءِ والمخضرمين والمُحدَثين، والنوادرِ، والأخبارِ، والرسائلِ، والطبِّ، والنجومِ، والفلسفةِ، والهندسةِ، وغيرها، وذِكْرِ شروط الوقف، وقال: ولسابور بن أزْدَشير أجرُ ما نواهُ، ثوابَ ما عقَدَه وبناه، والويلُ كلُّ الويل لمن أقدَمَ على ما يخالِفُ شرطَه، وأُحمِلَ من الوزر ما يبوء منه بغضبٍ من الله وأليمِ عقابِهِ وشديدِ عذابِهِ، وذكر كلامًا هذا معناه.

[وفيها] (٨) حجَّ بالناس أبو الحسن محمد العلوي.


(١) الكلام بمعناه في تاريخ بغداد ١/ ١١٠، ونقله عنه صاحب المنتظم ١٤/ ٣٦٥.
(٢) بعدها في (م) وحدها زيادة: من الذهب.
(٣) الإملاك: النِّكَاح والتزويج. الصباح المنير (ملك).
(٤) في (م) و (م ١): المقتدر، والتصويب من (خ) و (ب). والمنتظم ١٤ - ٣٦٦، والنجوم الزاهرة ٤/ ١٦٤.
(٥) في (م) و (م ١): والولي، وكذلك في المنتظم.
(٦) في (م) و (م ١): الحسن، والمثبت من (خ) و (ب)، والمنتظم.
(٧) بعدها في (م ١) وحدها زيادة: من شدة حزنه عليها.
(٨) ما بين حاصرتين زيادة يقتضيها السياق.