للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجواهرَه وأسبابَه، وساروا معه، فلمَّا بَعُدوا عن شيراز نهبوا جميع ما كان معه، وهرب إلى الدودمان على مرحلتين من شيراز، وعرف أبو نصر خبرَه، فبادر إلى شيراز، ونزل بِرُوذَبار (١)، وبعث جماعةً من الدَّيلم إلى صَمصام الدولة، فأخذوه وقتلوه في يوم الأربعاء الرابع عشر من ذي الحجة، وحملوا رأسَه إلى أبي نصر، فوضع في طَسْتٍ، وتُرِكَ بين يديه، فقال ابن بختيار: هذه سُنَّةٌ أبوك سنَّها؛ أشار إلى أنَّ عَضُد الدولة قتل عِزَّ الدولة بن بختيار، وحملَ رأسَه إلى بين يدي عَضُد الدولة، فكان مدة عمره خمسًا وثلاثين سنة وسبعة أشهر وسبعة عشر يومًا، ومدة إمارته بفارس تسع سنين وثمانية أيام، وقبضوا على والدته وحاشيته، وحملوهم إلى شيراز، وخرجت امرأةٌ من الدودمان يقال لها: فاطمة، فغسلت جُثَّته ودفنَتْه، وأمَّا والدته فسلَّموها إلى بعض الدَّيلم فعذَّبها حتى قتَلها، وبنى عليها دَكَّةً في داره.

ولمَّا حصل بهاء الدولة بشيراز استدل على موضعها، واستخرجها وهي بخفّها ونقابها وإزارها، فنقلَها إلى تربة بني بُويه، فدُفِنت بها، ولمَّا نزل بهاء الدولة بالدودمان نهبَها وحرقها، وقتل مَنْ وَجَدَ من أهلها، وكانوا قد أعانوا على صَمصام الدولة، وأحسن إلى فاطمة ووصلَها حيثُ غسلت جثَّته، وكشف عن جُثة صَمصام الدولة، وأحسن إلى فاطمة وجدَّد أكفانه، ونقله إلى شيراز عند تربة بني بُوَيه، فدفنَه عندهم.

ذكر أولاد بختيار:

كان أولاد عزِّ الدولة بختيار بن مُعِزّ الدولة الذين حصلوا في قبضة عضد الدولة وحُمِلوا إلى فارس، واعتقلوا في النواحي بها: أبو عبد الله الحسين، وأبو العباس سالار، وأبو الحسين أحمد، وأبو علي الحسن، وأبو سهل كفهيار، وأبو القاسم لسنام، وأبو نصر شهفيرون، فلمَّا ملك شرف الدولة أطلقهم، وأراد الخروج إلى الأهواز، فرتب كل واحد في بلد، فتوفّي أبو عبد الله بالصِّيمَكان (٢) في حياة شرف الدولة -وقيل: إنه سُمَّ في رُمَّان- وكانوا على ذلك إلى أن توفّي شرف الدولة، وورد صَمصام الدولة وأخوه أبو طاهر فيروز شاه إلى فيروز آباد، فجاؤوهما وخدموهما،


(١) رَوْذَبار: قرية من قرى يغداد. معجم البلدان ٣/ ٧٧.
(٢) الصِّيمكان: بلدة في فارس. معجم البلدان ٣/ ٤٤٠.