للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نسَبَ لهم فِي ولد علي بن أبي طالب، ولا يتعلَّقون منه بسبب، وأنه مُنزَّهٌ عن باطلهم، وأنهم كُفَّارٌ فُجَّارٌ مُلْحِدونَ زنادقةٌ مُعطِّلون، وللإسلام جاحدون، ولمذهب المجوس والثَّنوية معتقدون، قد عطَّلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وأحلُّوا الخمور، وسفكوا الدماء، وسبُّوا الأنبياء، وادَّعوا الرُّبوبية ونحوه.

وكتبَ فيه الأعيان، فمِنَ العلويين: الرِّضى والمرتضى وغيرُهما، ومن القُضاة: أبو عبد الله محمد بن الأكفاني، ومن الفقهاء: أبو حامد الإسفراييني، وأبو عبد الله الصَّيمري، وأبو عبد الله البيضاوي، وأبو عبد الله بن حمكان، ومن الشهود: أبو القاسم التنوخي، وغيرهم.

وفي شهر رجب وشعبان ورمضان واصل فخر الملك (١) الصدقات، وحمل المال إلى مقابر قريش والحائر والكوفة، وفرَّق الثيابَ والحنطةَ والتمرَ والدراهمَ والدنانيرَ يوم العيد فِي الفقراء والمساكين، وركبَ إلى الصلاة فِي الجوامع، وأعطى الخطباء والمؤذنين الثياب والدنانير، وأطلق الحبوس، ومن كان محبوسًا فِي حبس القاضي على دينار وعشرة دنانير قضاها عنه، ومن كان عليه أكثر أقام الكفيل وخرج، فأطلق من كان فِي حبس المعونة ممَّن صَغُرت جنايتُه، وحسُنَتْ توبتُه، فكثُر الدُّعاءُ له فِي الجوامعِ والمساجدِ والأسواقِ، وتقدَّم بنقض الدار المُعِزِّيَة (٢) التي كانت بحضرة شارع دار الدقيق، [وغرم عليها أموالًا كثيرةً، ولم ينتقل إليها، بل جعلها له مُتَنَزَّهًا، وقد دَرَسَتْ، فلا عينٌ ولا أثر].

وفي [ليلة الأربعاء خامس] (٣) شوال هبَّتْ ريحٌ عاصفٌ سوداءُ بالعراق، فقلعَت أكثرَ من عشرة آلاف نخلة.

وفيها ورد كتاب محمود بن سُبُكْتِكين إلى القادر بالله بأنه أوغل فِي بلاد الهند، فوقع فِي مفازةٍ، ولم يبق معهم ماءٌ، فكادوا يهلكون من العطش، فنشأت سحابة، فمطرت


(١) فِي (خ): الدولة، والمثبت من (م) و (م ١)، والمنتظم ١٥/ ٨٣ والخبر فيه.
(٢) فِي (خ): الغربية، وفي (م): العزبة، والصواب ما أثبته من (م ١)، وهو الموافق لما فِي المنتظم.
(٣) ما بين حاصرتين من المنتظم ١٥/ ٨٤، والخبر فيه.