للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما حُوصِر عبد الله بن الزبير قال ذلك (١).

واختلفوا في موضع رأس يحيى على أقوال:

أحدها: أنه دفن مع جسده بالقدس.

والثاني: أنه حُمل إلى عند أبيه فدفن بفلسطيَّة.

والثالث: بجامع دمشق.

فروي عن زيد بن واقد وكان الوليد قد وكَّله على عمارة جامع دمشق قال: وجدنا مغارة فعرَّفنا الوليد، فجاء في الليل وبين يديه الشمع، فنزلها فإذا هي كنيسة ثلاثة أذرع في مثلها، وإذا فيها صندوق، ففتحناه، وإذا بِسفْطٍ فيه رأسٌ مكتوب عليه: هذا رأس يحيى بن زكريا، والبشرة والشعر بحاله لم يتغيَّر، فردَّه الوليد إلى مكانه، وقال: اجعلوا عليه عمودًا مسفطًا. قال زيد بن واقد: فهو العمود المسفط (٢).

الرابع: من ركن القُبَّة الشرقي. وقال ابن مسعود: كانت بنو إسرائيل قتلة الأنبياء؛ قتلوا في أول يومٍ من الأيام ثلاث مئةِ نبي، وقامت سوق بقلهم في آخر النهار (٣). وقال ابن عباس: ولهذا قال رسول الله : "لقد كان بين موسى وعيسى خلق من الأنبياء لا يحصون، وما صُدِّق نبيٌّ ما صُدِّقْتُ؛ إنَّ من الأنبياء من لم يتْبعْهُ من أُمَّته إلَّا الرجل والرجلان" (٤).

* * *


(١) أخرجه الحاكم في "المستدرك" ٣/ ٥٥٥.
(٢) انظر "تاريخ دمشق" ٢/ ٢٤١.
(٣) في (خ) و (ك): الزمان، والمثبت من (ب).
(٤) أخرج شطره الثاني - من قوله : "وما صدق نبي … " - مسلم (١٩٦) (٣٣٢)، وابن حبان (٦٢٤٣) من حديث أنس بن مالك .