قولُه: للهِ دَرُّ المنايا ما صنعْنَ بهِ، فيه نظر؛ لأن لفظة "دَرّ" إنما تُستعمل في استحسان الأفعال، وقد كان هلال من الفصحاء؛ قال يمدح رجلًا: هو خارجٌ من منبع الصفا، والجٌ في مربع الوفا. وقال: فلانٌ مَعلَمُ الرُّبا، منعم للرِّبا، حاضر الدعوى، غائب العدوي، جلَّت عنده الحِباء، لمَّا جلَتْ عنده النِّهاء. وقال: واللهُ يجعل أبكارَ عرائسِه مقبولةَ المُجتلى، وثمارَ غرائسه مَعْسولَةَ المُجتنى. وقال: امتناع اللقاء يحلُّ عقد الإجار بحبل عهد الوفاء. وقال: أنا واحد من أوليائك، وإن كنت واحدًا في ولائك. وقال: تولَّاه الله فيما ولَّاه، ووالى إليه جميلَ ما أولاه. وقال: دوامًا لا انفصامَ لِعُراه، ولا انفصال لِعُلاه. وقال: وليس شكري إياك عن بِرٍّ ائتَسَيتَه لما أسْدَيتَه، وعُرفٍ واليتَه لما أوليتَه، ولا لمُهجةٍ حويتَها ما أجبتَها، وحُشَاشَةٍ ملَكْتَها لما تداركتها، بل لأجل الحُرمة التي تمكَّنت فتملَّكت، والثقة التي استحكمت فتحكَّمت. وقال: فلأن روضة الدهر وزهرتُه، ومستراد الطَّرف ونزهتُه، وخِلْسةُ العيش ونُهزَتُه، وأريحية السرور وهزَّتُه. وقال: ذو العلم المشهور، والعلم المنشور. وقال: في دولةٍ مؤذِنةٍ بالمقام والاستقرار، ضامنةٍ للدوام والاستمرار. وقال: هو لأسباب المعالي جائز، ولغايات المساعي حائز. وقال: أقتدي بالخلفاء فيما حكَوه من ذلك المثال، أو حاكُوه على ذاك النَّوال. وقال: صحيفة مجلوَّة، وصحيفة مملوَّة. وقال: الحمد لله الذي أعطى الإنسان بفضيلة النُّطْق، مزيَّة السَّبْق، وجعل له من العقل الصحيح، واللسان الفصيح، مُبينًا عن نفسه، ومخبرًا عما وراء شخصه، فأضحى بذلك قويًّا على استنباط واستخراج المستنبَطات. وقال يذمُّ رجلًا: لا يبدو له وجه حياء، ولا يندى منه كفٌّ حِباء. وقال: عَدلَ عن التجبُّر والاستعلاء، إلى التحتُّر (١) والاستجداء. وقال: ذلك ما جنَيتَه على نفسك، وجنَّبتَه من غرسك. وقال: عَلِقَتْهم النحوس، فعقلتهم الحبوس.
(١) التحتُّر: التضيق في الإنفاق. المعجم الوسيط (حتر).