للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطيب الطبري، وأكثرَ من سماع الحديث ببغداد، ورحل إلى البصرة، ثم إلى نيسابور وأصبهان وهَمَذان والجبال، ثم عاد إلى بغداد، وخرج إلى الشام فسمع بدمشق وصور، ووصل إلى مكة، فسمع بها من القاضي القضاعي، وقرأ صحيح البخاري على كريمة بنت أحمد المروزية في خمسة أيام، ورجع إلى بغداد، وتقرَّب إلى الوزير رئيس الرؤساء ابن المسلمة، وكان قد أظهر بعضُ اليهود كتابًا، وادَّعى أنَّه كتاب رسول الله بإسقاط الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادات الصحابة ، فقال الخطيب: هذا الكتاب مُزوَّر. فقال له الوزير: من أين هذا؟ قال: فيه شهادة سعد بن معاذ ومعاوية، وسعد مات يوم الخندق قبل خيبر، ومعاوية أسلم يوم الفتح سنة ثمان، وخيبر كانت سنة سبع. فأعجب الوزيرَ ذلك.

ولمَّا دخل البساسيري بغداد استتر الخطيب، وخرج إلى الشام، وأقام بدمشق

وصور وحلب وطرابلس، ثم عاد إلى بغداد سنة اثنتين وستين، فأقام بها سنة، ثم تُوفِّي.

وصنَّف الكتب في فنون. وقيل: إنه صنَّف ستة وخمسين كتابًا ليس فيها أكبر من التاريخ، فمن مصنفاته: "التاريخ" مئة وستة أجزاء، و"شرف أصحاب الحديث"، و"الجامع لأخلاق الراوي والسامع"، و"الكفاية في معرفة أصول الرواية"، و"المتَّفِق والمُفترِق"، و"السابق واللاحق"، و"تلخيص المتشابه في الرسم"، و"تالي التلخيص"، و"الفصل والوصل"، و"المكمل في بيان المهمل"، و"الفقيه والمتفقِّه"، و"غُنية المقتبس"، و"الأسماء المبهمة"، و"الصواب في التسمية بفاتحة الكتاب"، و"الجهر بالبسملة"، و"رفع الارتياب"، و"الفنون (١) " و"التبيين [لأسماء المدلِّسين (٢)] "، و"تمييز المزيد" و"من وافق اسمُه اسمَ أبيه"، و"من حدَّث فنسي"، و"رواية الآباء عن الأبناء" و"العلم بالكتابة، و"الحيل" و"الرحلة"، و"الرواة عن مالك"، و"الاحتجاج للشافعي" و"التفصيل لمبهم المراسيل"، و"اقتضاء العلم والعمل"، و"القول في علوم النجوم"،


(١) هكذا وقع في الأصلين (خ) و (ف) تسمية الكتاب: الفنون، ولا يوجد للخطيب البغدادي كتاب بهذا العنوان فيما بين أيدينا من المصادر التي ترجمت له، ولعلها تصحفت عن القنوت، لكن المصنف سيذكر هذا الكتاب في آخر ذِكر كتبه!.
(٢) هذه الزيادة من مصادر الترجمة.