وأنِسْتُ بالسهرِ الطويلِ فأُنسِيَتْ … أجفانُ عيني كيفَ كان رُقادي
إنْ كانَ يوسفُ بالجمالِ مُقطِّعَ الـ … أيدي فأنتَ مفتِّتُ الأكبادِ
وقال: [من المديد]
قلتُ للعاذلِ لمَّا جاءني … من طريقِ العذْلِ يُبدي ويعيدُ
أيُّها العاذِلُ لي في زعمهِ … لا تُرِدْ نُصحًا لمن ليس يُريدُ
فالذي أنتَ له مُسْتَقبِحٌ … ما على إحسانهِ عندي مَزيدُ
فإذا نحنُ تشاكينا الهوى … فاستماعُ العَذْلِ شيءٌ لا يُفيدُ
حبَّذا الليلُ الذي أسهرُهُ … في هوى مَنْ هو عن ليلي رَقودُ
ونَعمْ أهلًا بسربال ضنا … جسدي يبلى به وهو جديدُ
وهنيئًا لفؤادي أنَّه … في جهادِ الأعينِ النُّجلِ شهيدُ
وقال: [من الطويل]
لئِنْ كانَ ذاك الوُدُّ كُدِّرَ شُربُه … فحاشى لِذاكَ القلبِ أن يتكدَّرا
فلا تحسبَنَّ الوُدَّ صارَ مُهوَّنًا … ولا أنَّ معروفَ الهوى صار مُنكَرا
فواللهِ إني ذلك المخلصُ الذي … عزيزٌ على الأيَّامِ أن يتغيَّرا
وإنْ تَسْعَ رجلي نحوَ غيرِكَ عن رضا … فلا برِحَتْ طولَ الزمانِ تَعثَّرا
وإنْ نظرَتْ عيني إليهِ بلذَّةٍ … فلا صافَحَتْ أجفانُها لذَّةَ الكَرى
وكتب إلى القائم بأمر الله وكان قد ستكتب أهل الذمَّة، وضمَّن ابن فضلان اليهودي ضياعه، وفتك في المسلمين: [من الكامل]
يا ابنَ الخلائفِ من قريشٍ والذي … طهُرَتْ أصولُهمُ من الأدناسِ
قلَّدتَ أمرَ المسلمين عدوَّهُم … ما هكذا فعلَتْ بنو العباسِ
حاشاكَ من قولِ الرعيةِ إنَّهُ … ناسٍ لقاءَ اللهِ أو مُتناسِ
ما العذرُ إنْ قالوا غدًا هذا الذي … ولَّى اليهودَ على رقاب الناس
أتقولُ كانوا وفَّروا أموالنا … فبُيوتُها قفرٌ بلا إيناسِ
لا تذكُرَنْ إحصاءَهم ما وفَّروا … ظلمًا وتنسى مُحصيَ الأنفاس
وخَفِ الجزاءَ غدًا إذا وُفِّيتَ ما … كسبَتْ يداكَ اليومَ بالقِسْطاسِ