للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُقرِّره عليهم، وأمَّا الرجَّالة فيسير بهم عدةَ فراسخ في مرحلة، فيموتون ظنًّا منه أنَّه معهم ما يأخذه، فكثُر الدعاء عليه، والشكوى منه، فعجَّل الله عليه.

وفيه عاد تاج الرؤساء أخو الوزير أبي شجاع ومختصٌّ الخادم من أصفهان [ومعهما منشور على طريق خراسان بعشرين ألف دينار كلَّ سنة، وبثلاثين ألف دينار حوالة على صدقة بن منصور معونةً للخليفة على ما يحتاج إليه من مؤنة لنقل بنت السلطان إليه.

وفيه ورد محمَّد بن مسلم بن قريش من أصفهان] (١). وقد عقد له السلطان على الرحبة والرقة وحرَّان والأعمال النميرية، وقَرَّر عليه في كلِّ سنة ما قرَّر على عمه إبراهيم بن قريش، وزوَّجه السلطان بأخته من الرضاع، وتلقَّاه الوزير أبو شجاع، وخلع عليه في بيت النُّوبة الخِلَعَ التَّامة؛ الفَرَجية، والعمامةَ، والمركبَ الذَّهب، والمنجوق، وذلك في سابع جمادى الآخرة، وتوجَّه إلى الرحبة.

وفي سابع ذي القعدة سار الحاجُّ على هيئة لم تكن أيَّام خطلج من زيادة وكثرة، وتحمَّل مع خُمارتِكين الحسباني، وبعث الخليفة معه صفائحَ من ذهب وفضة لتُطبَق على باب الكعبة، فأُطبقت، وقُلِعَ كلُّ ما كان في الحرم ممَّا عليه اسم صاحب مصر، وجرى من العلويين امتناعٌ، فمنعهم أمير مكة ابنُ أبي هاشم.

وفي ثالث ذي الحجة دخل السلطان ملك شاه إلى بغداد عائدًا من الشام.

ذكر القصة:

لمَّا قُتِلَ سليمان بن قُتُلْمِش قتله تتش، ونزل على حلب، فتح له أهلُها الباب كراهية لابن الحنيني الهاشمي، وكان قد بنى فيها قلعةً يأوي إليها خوفًا من أهلها وهي قلعة الشريف، فاستنزله تتش، وحمله معه إلى دمشق، وكان السلطان قد قدَّم بين يديه الأمير بُزان الحاجب، فلمَّا وصل إلى الجزيرة ومعه سنقر الحاجب وعلِمَ تتش، عاد إلى دمشق، ومضى (٢) أُرْتُق بك إلى بيت المقدس، وكان تاج الدولة تتش قد سلمه إليه، وجعل أهله وماله في محراب داود ، وسار السلطان في جمادى الآخرة من


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) بعدها في (خ) زيادة: إلى.