للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فغوثًا يَا قوامَ الدين غوثًا … فحالي فِي الوَضاعةِ كالسَّريرِ

وذلك إنما لو وَدَّ ظلمًا … تعرَّقَ مأبضي وأخاسَ ريري

قد استولى على حالي وأقعى … كما يُقعي الهديرُ على السَّريرِ

لحاهُ اللهُ ثمَّ أراحَ منهُ … وأركَبَه مربَّعةَ السَّريرِ (١)

ومن شعره أَيضًا: [من الوافر]

سلَوْتُ عن الصِّبا ولهَيتُ عنهُ … وقلتُ أجوبُ ميَّا فارِقينا

لِما مارَسْتُ من سُعدى وسلمى … وزينبَ قلتُ ميَّافارقينا

ومن خواصِّ نظام الملك وأصحابه الكامل أبو الفضل المظفر بن أَحْمد عارض الحماسة، فنظم بإزائها، وهو القائل: [من الطَّويل]

إذا لم يكُنْ لي منكَ جاهٌ ولا غنى … ولا عِنْدَما يغتالُني الدهرُ مُوئلُ

فكلُّ سلامٍ لي عليكَ تكرُّمٌ … وكلُّ التفاتٍ لي إليك تفضُّلُ

وقال: [من الوافر]

شقينا بالنَّوى زمنًا فلمَّا … تلاقينا كأنَّا ما شَقِينا

سخِطْنا عندما جنتِ الليالي … فما زالتْ بنا حتى رضينا

سَعِدْنا بالوصالِ وكَمْ شَقِينا … بكاساتِ الصُّدودِ وكَمْ بُلِينا

فمَنْ لم يحيَ بعدَ الموتِ يومًا … فإنَّا بعدما مِتْنا حَيينا

ومن أصحاب نظام الملك أبو عبد الله الكناء، كان صاحبَ سرِّه وخازن كتبه، وله ولد اسمه شاه مَرْزُبان، ومن شعره: [من الوافر]

أميرُ الحُسْنِ رِفقًا بالرعايا … فإنَّ العنفَ من شرِّ السَّجايا

ولا تسبِ القلوبَ وأنتَ فيها … فأنتَ إذًا تكون من السَّبايا


(١) جاء على هامش (ب) معنى السرير فِي هذه الأبيات، ففي البيت الأول: التخت، وفي الثاني: الماء، وفي الثالث: العنق، وفي الرابع: خطوط الكف، وفي الخامس: الرمل، وفي السادس: خفض العيش، والسابع: التراب، والتاسع: الأكمه، والعاشر: النعش. وقد ذكر عند البيت الثامن شارحًا قوله: "تعرَّق مأبضي" هو المأبض العَرِق، ثم قال: والرِّير: المخ.