للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول: هؤلاء القوم أصهارنا وأصحابنا، وما بدا منهم ما يوجب ما فعلتَ (١). فلم يلتفت، فبعث إليه بركياروق بجيش عظيم، فرجع تُتُش إِلَى دمشق، ومضى بركياروق، ودخل بغداد، وتلقَّاه الوزير عميد الدولة والناس.

وقال أبو يعلى بن القلانسي: وعاد تُتُش عن نَصيبين بعد ما جرى فيها ما جرى طالبًا لإبراهيم بن قريش، وكان قد استنجد وحصل فِي خلق عظيم، وجاء فنزل شرقي الهرماس، وتُتُش على دارًا، فلمَّا كان يوم الاثنين ثاني ربيع الأول التقي الجيشان على نهر الهرماس، واشتدَّ القتال، وقُتِلَ جماعةٌ من الغُزِّ والأتراك، وعاد كلُّ فريق إِلَى مكانه، فلمَّا استقر بالعرب المنزل عاد (٢) عسكر تُتُش عليهم وهم غارون، فانهزموا، وأخذهم السيف، وقُتِلَ إبراهيم بن قريش وأمراءُ بني عقيل، وكان القتلى من الفريقين عشرة آلاف، فاستولى تُتُش على القتل والنهب والسبي، وقتلَ كثيرٌ من نساء العرب (٣) نفوسهنَّ خوفًا من الفضيحة، وقصد تُتُش آمِد، فأخذها وأخذ ميَّافارقين، واستولى على ديار بكر والجزيرة، وبعث عمَّاله إِلَى (٤) الموصل وسنجار، وانهزم بنو عقيل إِلَى بركياروق، وكان علي بن مسلم بن قريش ووالدته خاتون بنت السلطان محمَّد بن داود عمة السلطان ملك شاه فِي جملة بني عقيل، فشكوا إِلَى بركياروق ما فعل بهم تُتُش، وانفصل عنه آق سنقر بُزان، ودخلا على بركياروق مخالفين له، وعاد تُتُش إِلَى ديار بكر، وقصد سروج فأخذها، وبلغه أنَّ آق سنقر وبُزان دخلا على بركياروق، فأكرمهما وسُرَّ بمقدمهما، وأنهما وقعا فِي تُتُش، وقبَّحا أفعاله، وذمَّا سيرته، وأنه على طلب السلطنة، والمصلحةُ معاجلتُه، فسار معهما إِلَى الموصل، وردَّ إمرة بني عقيل إِلَى علي بن مسلم بن قريش، وسار آق سنقر إِلَى حلب فِي شوال ومعه جماعة من بني عقيل ومن عسكر بركياروق إِلَى بغداد، و [سار] (٥) تُتُش إِلَى دمشق فِي آخر ذي الحجة، ومعه


(١) فِي (ب): ما يوجب ذلك.
(٢) العبارة فِي (خ): فلما استقر بالعرين الترك! والمثبت من (ب).
(٣) فِي (خ): الغربين، والمثبت من (ب).
(٤) العبارة فِي (خ): وبعث عماد الدولة على، والمثبت من (ب).
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).