للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورايةٍ كادَ أن يُعنى الزمانُ بها … أمدَّها بجيوش الرأيِ إمدادا

ضَرَبْنَ بالريِّ من آرائه قُضُبًا … أضحى لها مِغْفَرُ التِّيجانِ أغمادا

ومأتمٌ قامَ نحوَ الغربِ صارِخُهُ … فعادَ أيامُ مَنْ بالغرب أعيادا

ومعجزاتٍ أَرادَ اللهُ يُظهِرُها … فِي كَبْتِه لك أعداءً وحُسَّادا

ذكر ما جرى لأولاد تُتُش:

كان ابنُه رضوان قد خرج من الشَّام بجيش كثيف يريد أباه لينصره، ووصل الرحبة، فبلغه مقتلُ أَبيه، فعاد إِلَى حلب، ففُتِحت له، ووصل [إليه] (١) من الفلّ (٢) الذين كانوا مع أَبيه أخوة دُقاق وجماعةٌ من خواص أَبيه، فأقام بحلب مدةً يسيرة، وكان ساوتكين الخادم والي دمشق، فكاتب دُقاقًا، ووعده أن يُسلِّمها إليه، فسار إليها. ولم يُعلِم أخاه رضوان، وبلغَه مسيرُه، فبعث وراءه عسكرًا فلم يلحَقْه، ودخل دمشق، وحسدَه رضوان، فسار إليه بالعساكر، فحصره مدة شهرين فلم يظفَرْ بطائل، فعاد إِلَى حلب، وبعث دقاق إِلَى بركياروق يُعرِّفه، فأرسل إليه طُغْتِكين مملوك تُتُش ليدبِّر أمره، فقتل ساوتكين الخادم، وأقام بدمشق.

وقال أبو يعلى بن القلانسي: ورد الخبرُ إِلَى رضوان بقتل أَبيه وهو نازل بعانة على الفرات يريد المسير إِلَى أَبيه، فقلق، وسار مُغِذًّا فِي نفر من غلمانه وخواصِّه إِلَى حلب، ونزل العسكر، ورآه، وفتح الوزير أبو القاسم النائب بالقلعة لها أبوابَها، فصَعِد إليها، ووصل إليه أخوه دُقاق من ناحية ديار بكر، فأقام بحلب مدةً، ثم راسلَ (٣) ساوتِكين المقيم بقلعة دمشق، فأجابه، فخرج فِي الحال من حلب [ليلًا (٤)] مُجِدًّا ليلًا ونهارًا، وبعث رضوان خلفه الخيل ففاتهم، ووصل دمشق، فأجلسه ساوتِكين فِي منصب أَبيه، وأخذ له العهد على الأمراء والعساكر، فاستقام أمرُه، ووردت الأخبارُ بخلاص الأمير ظهير الدين طُغْتِكين أتابِك من اعتقاله عقيب الكسرة، وتوجَّه عائدًا إِلَى دمشق، وخرج


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) فِي (خ): القتلى، والمثبت من (ب)، والفَلُّ: المنهزمون.
(٣) فِي (خ): أرسل، والمثبت من (ب).
(٤) ما بين حاصرتين من (ب).