للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمر الخليفة بنَقْضِ داره التي بباب العامَّة (١)، وكان [أبو نصر] فخر الدولة بن جَهير (٢) بناها بأنقاضِ دور الناس [من الجانب الغربي على يدي صاحب الشرطة أبي الغنائم بن إسماعيل، وكان هذا الشرطي يأخذ أكثر الأنقاض لنفسه ويحتج بعمارة هذه الدار، ولا يقدر أحد من الضعفاء أرباب الأنقاض على الكلام] (٣)، فكانت عاقبةُ الظُّلْمِ والغَصْبِ الخرابَ (٤) [وذهابَ الأموال، والعَزْلَ بعد العِزِّ، وتغيُّرَ الأحوال] (٥).

قال المصنف (٦) -: كذا جرى في دار السَّلْطنة ببغداد [في سنة خمس عشرة وخمس مئة] (٧)، وكذا جرى في زماننا، فإنَّ سامةَ الجِيلي (٨) بنى دارًا بدمشق على هذا الوجه، فأخْربها الله تعالى على يدي أيوب بن الكامل (٩) سنةَ سبع وأربعين وستِّ مئة، وكان سامةُ قد غَرِمَ عليها أموالًا عظيمة، وأخذ أراضيَ النَّاس والآلات (١٠) بدون الطفيف (١١) وصَحَّ فيه قولُ القائل: الحَجَرُ المغصوبُ في البناءِ أساسُ الخراب.


(١) في (ب): عمورية، وهو تحريف، وانظر "خطط بغداد" ص ٤٨.
(٢) هو فخر الدولة محمَّد بن جهير والد أبي القاسم المذكور، وقد توفي سنة (٤٨٣ هـ)، وسلفت ترجمته في حوادثها، وما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٤) في (ع) و (ب) إلى الخراب، والمثبت من (م) و (ش).
(٥) ما بين حاصرتين من (م) و (ش)، وانظر "المنتظم" ٩/ ١٤٩.
(٦) في (م) و (ش): قلت ..
(٧) ما بين حاصرتين من (م) و (ش)، وسيأتي الخبر في حوادثها.
(٨) في النسخ الخطية: أسامة، أينما مَرَّ، والصواب "سامة" دون ألف كما جاء في النسخ المجودة من "كتاب الروضتين" بتحقيقي، وهو من أمراء صلاح الدين، وأخباره مبثوثة ثمة، وداره التي بناها بدمشق ذكرها أبو شامة في "المذيل على الروضتين" بتحقيقي كذلك في حوادث سنة (٦٠١ هـ). وقد عمر البادراتي في مكانها بعد خرابها مدرسة عرفت بالبادرائية. وكأن سبط ابن الجوزي يلتمس العذر لصاحبه الملك المعظم في نقمته على سامة حين يعزو ذلك إلى هذه الدار، والصحيح أن وراء نقمته عليه ما حدث في البيت الأيوبي عقب وفاة صلاح الدين من منازعات، وميل سامة هذا إلى الملك الظاهر بن صلاح الدين صاحب حلب، وسيذكر ذلك سبط ابن الجوزي نفسه في حوادث سنة (٦٠٩ هـ)، وانظر "الدارس في تاريخ المدارس": ١/ ٢٠٥، و"منادمة الأطلال": ٨٨.
(٩) هو الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل محمَّد بن العادل، وستأتي ترجمته في وفيات سنة (٦٤٧ هـ).
(١٠) في (م): والأبواب.
(١١) أي بأقل القليل من الثمن.