كتابي هذا ما اشتهر من عدد ملوكهم، وسنينهم، وما قالوه.
قال الجاحظ فيما حكاه: فعدَّة ملوك الفرس الأولى ستة عشر ملكًا وامرأة، ومدة ما ملكوا من السنين ثلاثة آلاف سنة وزيادة.
وقد ذكرنا ذلك، فإن كان كيومرت عاش ألف سنة، وجم شيد ألف سنة، والضَّحاك ألف سنة، فيكون المبلغُ أكثر مما ذكر الجاحظ.
وقد قسمهم محمود بن الحسن الأصبهاني في "تاريخه" أربع طبقات قال: الفيشدانية، والكيانية، والأشغانية، والساسانية.
قال: فالفيشدانية عددهم تسعة ملوك، أولهم أوشهنج، ويلقب: فيشاد، وزمان ملكهم ألفان وأربع مئة وسبعون سنة.
والطبقة الثانية: وهم الكيانية، وعددهم عشرة، وأولهم كي قباذ، وزمان ملكهم سبع مئة سنة.
والطبقة الثالثة: وهم الأشغانية، وعددهم أحد عشر ملكًا، وزمان ملكهم ثلاث مئة وأربع وأربعون سنة، وأولهم أشك بن أشك.
والطبقة الرابعة: الساسانية، وعدتهم أربع وعشرون ملكًا، وزمان ملكهم أربع مئة وتسع وسبعون سنةً، وأول ملوكهم أردشير بن بابك، وآخرهم يزدجرد بن شهريار المقتول في أيام عثمان بن عفان.
قلت: وقد لحق الأصبهاني ما ذكر في كتابه وزيادة، لأنه قال: تواريخ الفرس مدخولةٌ غير صحيحة، لأنها نُقلت من لسان إلى لسان، ومن خط متشابه إلى مثله.
قال: وقد لخّصت ما وقع لي من كتب ابن المقفع، ومحمد بن الجهم، وخزانة المأمون، وغير ذلك.
وقد وهم؛ لأنه خلَط الفرس الأولى بالثانية، وجعل الجميع أربعًا وأربعين ملكًا، وعدد سنينهم -على ما قالوا- زيادة على أربعة آلاف سنة.
وقال ابن الكلبي: ملوك الفوس ستون ملكًا. وقال السدي: ثمانون، وثلاث نسوةٍ.