للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كأَنَّما عَهْدُ الشَّبا … بِ كان دَينًا يُقْتَضَى

كم نُلْتُ فيه أملًا … وكم بلغتُ غَرَضَا

يَا حاكمينَ بالصُّدو … دِ جائرينَ في القَضَا

عندي بقايا كَمَدٍ … يضيقُ عنهنَّ الفَضَا

من لمريضٍ لا يرى … إلَّا الطَّبيبَ المُمْرِضا

أعْرَضَ عنه الصَّبْرُ مُذْ … أصبحَ عنه مُعْرِضا (١)

[وقال] (٢): [من مجزوء الرجز]

آهٍ لبرقٍ لمَعَا … ماذا بقَلْبي صَنَعَا

أيقظَ منِّي للغَرَا … مِ مُسْتَهامًا مُوجَعا

فبِتُّ مِنْ إيماضه … أَسْكُبُ دَمعِي دُفَعا

يَا بَرْقُ إمَّا تَرَينِّـ … ـي للصَّنيعِ موضعا

فَحَيِّ عنِّي أَرْبُعًا … أكرِمْ بهنَّ أَرْبُعا

يَا ناظرًا (٣) أقسمَ مِنْ … بعد النَّوى لا هَجَعا

كَبَّرَ مُذْ فارَقْتُهُم … على الرُّقادِ أرْبَعا

كان عَصِيًّا دَمْعُهُ … بالنَّوْمِ صار طَيِّعا (٤)

لو يستطيعُ لسقى … ماءَ الشُّؤونِ أَجْمَعَا

تلكَ الرُّبا وذلك الـ … ـمُصطاف والمُرْتَبعا

مصارع العُشَّاق فيـ … ـها مَصرعًا فمَصرعا

كَمْ كَبِدٍ قطَّعها … هَجْرُ الحبيبِ قِطَعا

وكم ديارٍ بالنَّوى … أضحتْ خلاءً بَلْقعا

أحبابَنا عَلِّي أرى … شَمْلي بكُمْ مُجْتَمِعا


(١) القصيدة بتمامها في "الخريدة": ٣/ ٦٦ - ٦٩ مع اختلاف في بعض الألفاظ.
(٢) ما بين حاصرتين من (خ).
(٣) في "الخريدة": من ناظر.
(٤) في "الخريدة": فاليوم عاد طيِّعا.