للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: احسب اسم كلِّ واحد من الاثنين على حِدَة بحساب الجُمَّل، وأسقِط مما جمعتَه من الحساب تسعةً تسعةً حتى يبقى تسعة أو أقل، فإن بقي من الاسم تسعةٌ ومن الآخر تسعةٌ، فاحكم بالغلبة للصغير منهما على الكبير إن كانا من جنسٍ واحدٍ، وإن كان أحدهما صاحب قلم، والآخر صاحب سيف، فاحكم لصاحب السَّيف على صاحب القلم، ولا تسقط الألف من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وسليمان ونحوه لأنها أصلية، وأسقطه من الحسن والحسين لأن لامهما وألفهما زائدتان، وإن كان للرجل اسمان فاحسب أشهرهما.

وقد اعتبروا الغالب والمغلوب من قديم الزمان، فوجدوه مستقيمًا على هذا الحساب، فإن وقع اختلال كان منسوبًا إلى الغلط في الهجاء.

قالوا: ومن ذلك داود وجالوت، فالباقي من اسم داود ستةٌ، لأن الدال أربعة، والألف واحد، والواو ستة، والدال أربعة، والجملة خمسة عشر، لأنهم أسقطوا الواو الواحدة لأنها زائدة، وأسقطوا تسعة وبقي ستة، والباقي من اسم جالوت ثمانية، لأن الجيم ثلاثة، والألف واحد، واللام ثلاثون، والواو ستة، والتاء أربع مئة، فإذا حسبت تسعة تسعة سقط الجميع إلا ثمانية، فقد غلب القليل الكثير، ولا تسقط الألف من داود وجالوت.

ومن ذلك موسى وفرعون، فالميم أربعون، والواو ستة، والسين ساقط، والألف واحد، لأنهم يكتبونه على اللفظ موسا بغير ياء، فإذا أسقطت تسعة تسعة بقي اثنان، وقيل: واحد، وهو الأصح، لأنه لما كان موسى يكتب بالياءِ والألف، أسقطوا الألف، وفرعون أربع مئة وستة، لأن الفاء ثمانون، والراء مئتان، والعين سبعون، والواو ستة، والنون خمسون، إذا أسقطت تسعةَّ تَسعةً بقي واحد في قبالة ما بقي لموسى ، لكن موسى أصغر من فرعون، لأنه عاش مئة وعشرين، وفرعون أربع مئة سنة.

وقيل: هذا الحسابُ (١) إنما وضعه فيثاغورس صاحب العلوم الأربعة التي كشف بها أسرار الطبيعة وتركيبها.


(١) ينظر في هذا الحساب تاريخ ابن خلدون ١/ ١١٤، والإشارات في علم العبارات ١/ ٢٧٥.