للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بغداد إلى مَرَاغة ليجتمع بجاولي، ويتفق معه، وكان الأمراء قد خطبوا لمحمد شاه وبعده لسليمان شاه.

وكان مسعود قبل خروجه أراد أن يقبض على عليِّ بن دُبَيس، ويحمله إلى قلعة تكريت، فعلم عليٌّ، فانهزم في رمضان إلى توريز، وخرج مسعود في رمضان يريد مَرَاغة، وصار عليُّ بنُ دُبَيس إلى الحِلَّة وفيها أخوه محمد، فملكها، وأخرجه منها، فجهَّزَ الخليفةُ إليه مُهَلْهِل ونَظَر الخادم، فخرج إليهما وهَزَمَهما أقبح هزيمة، وعادا مسلوبين إلى بغداد.

وأما مسعود فإنَّه سار إلى جاولي، وسعى جاولي في إصلاحِ حال سليمان شاه مع أخيه مسعود، ولم يوافق بوزبا وعَبَّاس، ولم يدخلا في الصُّلْح، وعاد جاولي إلى مسعود ومعه سليمان شاه، فاستحلفه لسليمان شاه، واستوثق له منه، وقال مسعود لجاولي: المصلحة أن نتَّبعهما ونكسرهما قبل أَنْ يَسْتفحل أمرهما. فقال جاولي: أنا أَتَّبعَّهما وأكفيك أمرهما. وسار في إثْر بوزبا، وكان قد سار إلى بلاده، وبعث ابنه في إثر عَبَّاس، ثم بلغ جاولي أَنَّ مسعودًا قبض على أخيه سليمان شاه، وأطلعه إلى القلعة واعتقله، فأنكر ذلك، وقال: بالأمس حَلَفَ له واليوم يغدر به! لا يجيء من هذا خيرٌ أبدًا، ولقد فعل بوزبا وعَبَّاس عين المصلحة، إذا كان هذا بأخيه، فما الذي يصنع بنا! ورَجَعَ عن نُصرته، وأرسل إلى بوزبا وعَبَّاس وأخبرهما بفِعْل مسعود، وقال: كلُّنا متفقين (١) على محاربته.

ثم رجع جاولي إلى بلاده، وبلغ مسعودًا، فلم يمكنه مجاهرته لقوته ومهابته، فدَسَّ إليه بعد ذلك قومًا من الباطنية، فقتلوه غِيلَةً.

وفيها جلس يوسف الدِّمَشْقي (٢) في المدرسة التي بناها ابنُ الإِبَرِي (٣) بباب الأَزَج، وحضر قاضي القُضاة وأربابُ الدَّوْلة.


(١) كذا في (ع) و (ح)، وقد أبقيتها محافظةً على لغة الخبر.
(٢) ستأتي ترجمته في وفيات سنة (٥٦٣ هـ).
(٣) هو أبو الحسن علي بن محمد، ثقة الدولة ابن الدُّرَيني، وكان يخدم أبا نصر أحمد بن الفرج الإبري، وربَّاه حتى قيل له ابن الإبري، وزوَّجه ابنته شهدة الكاتبة، وتعرف مدرسته بالثقتية، وقد بناها لأصحاب الشافعي. =