للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان شاعرًا فصيحًا بليغًا مفوَّهًا، له المعاني الفائقة، والألفاظ الرَّائقة، وكانت وفاته بتُسْتر، فمن شعره: [من الطويل]

ولمَّا بلوتُ النَّاسَ أَطْلُبُ منهُمُ … أخا ثِقَةٍ عند اعتراضِ الشَّدائِدِ

تحيَّرْتُ في حالي رخاءً وشِدَّةً … وناديتُ في الأَعداء: هل مِنْ مُساعِدِ

فلم أَرَ فيما ساءَني غيرَ شامتٍ … ولم أَرَ فيما سَرَّني غير حَاسدِ

تَمَتَّعْتُما يا ناظريَّ بنظرةٍ … وأَوْرَدْتُما قلبي أَمرَّ الموارِدِ

أَعَينَيَّ كُفَّا عن فؤادي فإنَّه … من البغي سَعْيُ إثنين في قَتْلِ واحدِ (١)

وقال أيضًا: [من الطويل]

أراقِبُ من طَيفِ النُّخَيلَةِ مَوْعِدا … وهانَ عليها أَنْ أبيتَ مُسَهَّدا

أبي اللَّيلُ إسعادي (٢) وقد طال جُنْحُهُ … فما هدأَتْ عَيني ولا طَيفُها اهتدى

إذا رُمْتُمُ قَتْلي وأنتمْ أَحِبَّةٌ … فماذا الذي أخشى إذا كنتُمُ أعدا

وأُضْمِرُ في الأَحْشاءِ منكم تحرُّقًا … وأُظْهِرُ للواشينَ عنكمْ تجلُّدا

وأمنعُ عيني اليومَ أَنْ تُكْثِرَ البكا … لِتَسْلَمَ لي حتَّى أراكُمْ بها غدا (٣)

وقال أيضًا: [من الطويل]

إذا أنتَ سُدْتَ النَّاس في ظِلِّ دولةٍ … وأَوْرَقَ منها بالمُنى لك عُوْدُ

فَبِتْ ساهرًا واملأْ عيونَهُمُ كَرى … إذا شِئْتَ أَنْ تحيا وأنتَ حميدُ

وما المالُ إلّا للمعالي ذريعةٌ … ولا الذِّكْرُ إلَّا للكرامِ خُلُودُ

عُلاكَ سوارٌ والممالكُ مِعْصَمٌ … وجُودُك طَوقٌ والبَرِيَّةُ جِيدُ

بقيتَ ولا أبقي الرَّدى لكَ حاسدًا … فإنَّكَ في هذا الزَّمانِ فريدُ (٤)


= وأرجان -بتخفيف الراء وتثقيلها- هي من كور الأهواز من بلاد خوزستان، وقد طبع ديوانه في بيروت أوائل هذا القرن، ثم حققه د. محمد قاسم مصطفى، ونشرته وزارة الثقافة والإعلام في الجمهورية العراقية سنة (١٩٨١) في ثلاثة أجزاء.
(١) ديوانه ص ٨٦.
(٢) الإسعاد: المشاركة في النياحة، انظر "اللسان" (سعد).
(٣) ديوانه: ص ٩٧.
(٤) ديوانه: ص ١٠٥ - ١٠٦، وهذه الإحالات الثلاث على طبعة بيروت ١٨٩٠ م مع اختلاف في بعض الألفاظ.