للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو معشر: ولإقليم الحجاز من البروج العقرب، ومن النجوم الزهرة.

الإقليم الثالث: وهو إقليم الشأم ومصر، يبتدئ من المشرق فيمرّ على بلاد الصين، ثم على بلاد الهند، ثم على شمالي بلاد السند، ثم على بلاد كابُل وسِجِسْتان، ثم على سواحل بحر البصرة، وفيه مدينة إصْطَخر ونَسا ونيسابور وشيراز وسيراف، ثم يمر على كُوَر الأهواز والبصرة وبغداد والكوفة والأنبار وهيت، ثم يمر على بلاد الشام: حمص ودمشق وصور وعكا وطبرية وعَسْقلان وغزة والقدس والرملة، ثم يقطع أسفلَ مصر ويمر على تِنِّيس ودمياط والفسطاط والفيوم والإسكندرية، ثم يمر على بلاد المغرب ويدخل سَبتة حتى ينتهي إلى البحر الكبير.

قال أبو معشر: وله من البروج الجوزاء ومن النجوم عطارد، وهواؤه غليظ يورث الصفار، ومرض من يسكنه من أهل المغرب الاستسقاء والبَطَن، والغالب على الشأم الدم. وقال الجوهري: الشام بلاد تذكَّر وتؤنَّث (١).

وحدُّه من العريش إلى الفرات، واختلفوا لِمَ سُمِّي الشام شامًا، قال ابن المقفَّع: سمي الشام بسام بن نوح، وسام اسمه بالسريانية "شام"، وبالعبرانية "شيم". وقال الكلبي: سمي الشام لشامات في جباله حمر وسود وبيض.

قلت: والأصح إنما سمي الشام لأنه عن يسار الكعبة، وقول ابن المقفع إنما سمي الشام بِسام، فاتفق الرواة على أنه ما نزله قط.

وقد أورد الحافظ ابن عساكر في "تاريخه" أخبارًا في فضائله فيها مقال:

منها ما رواه عن ابن حَوالة عن النبي أنه قال: "عَليكم بالشَّام فإنَّها صفوةُ الله من بلاده يَسكُنها خيرُ عبادِه، فمَن أبَى، فليَلْحق بالشام، فإنَّ الله قد تَكفَّلَ لي بالشَّام وأهلِه" (٢). وذكر الحديث من حرف كثير، وروي فيه زيادات ونقص.

وقد ذكره جدي في كتاب "الأحاديث الواهية" وقال: هذا حديث لا


(١) "الصحاح": (شام).
(٢) "تاريخ دمشق" ١/ ٢٤، وأخرجه -أيضًا- أحمد في "مسنده" (٢٠٣٥٦) وهو حديث صحيح. وفيه: "فليلحق بيمنه".