كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الثالثة والخمسون وخمس مئة - يحيى بن سلامة - ج: 20 - ص: 496

مِنْ نَثْرها وثَغْرها ووَجْهها … وقَدِّها فاسْتَمِعِ اليقينا

[ما اسْتَتَرَتْ بالوَرَق الوَرْقاءُ كي … تَصدُقَ لما عَلَتِ الغُصونا] (١)

هذا بُكاها والقرينُ حاضِرٌ … فكيفَ مَنْ قد فارَقَ القرِينا

يا خائفًا عليَّ أسباب الرَّدى … أَمَا عَرَفْتَ حِصنيَ الحَصِينا

إنِّي جَعَلْتُ في الخُطُوبِ موئلي … محمدًا والأَنْزَعَ البَطِينا (٢)

أحببتُ ياسينَ وطاسين ومن … يتلوه في طاسين أو ياسينا

يا تائهين في أضاليل الهوى … وعن سبيلِ الرُّشْد ناكبينا

تجاهكم دار السَّلام فابتغوا … في نَهْجها جبريلَها الأَمينا

لجوا معي الباب وقولوا حِطَّةٌ … تُغْفَرْ لنا الذُّنوبُ أجمعينا

ديني الولاءُ لستُ أبغي غيره … دِينًا وحَسْبي بالولاءِ دِينا

ظَنَّ بيَ الأعداءُ إذْ مَدَحْتُهُمْ … ما لم أكنْ بمِثْله قَمِينا

يا وَيحهم وما الذي يَريبُهُمْ … منِّي حتى رَجَموا الظُّنونا

وإنَّما أَطلبُ مَدْحًا نافعًا … يومَ يكونُ غيريَ المَغْبُونا

سِجْنُكُمُ سِجِّينَ إنْ لم تَتْبعوا … عَلِيَّنا دليل عِلِّيِّينا (٣)

وقال: [من البسيط]

على ذوي الحُبِّ آياتٌ مُتَرجِمةٌ … تُبينُ مِنْ أَجْلهِ عن كل مُشْتَبِهِ

عَرْفٌ يفوحُ وآثارٌ تلوح وأَسْـ … ـرارٌ تبوحُ وأَحشاءٌ تنوحُ بِهِ (٤)

وقال: [من المتقارب]

---

(١) في (ع) و (ح):
قد استترت للورقاء حرك شجوها … لما علت من فرعها غصونا
ولم أتبين معناه، والمثبت ما بين حاصرتين من "المنتظم" و"الخريدة".
(٢) الأنزع البطين هو الإمام علي بن أبي طالب. انظر "اللسان" (نزع).
(٣) الأبيات مع اختلاف في بعض الألفاظ، وترتيب بعض الأبيات في "المنتظم": ١٠/ ١٨٧ - ١٨٨، وقد ساق العماد بعض الأبيات كذلك في "الخريدة": ٢/ ٤٩٠ - ٤٩١.
(٤) البيتان في "الخريدة": ٢/ ٤٨٨