أوردها لم نقف لها على مصدر واحدٍ على كثرة ما بين أيدينا من مصادر، ونقولاتٍ من كُتبٍ مفقودة لم تصل إلينا، كما في ٢١/ ٣٠٩، و ٢٢/ ٢٧٩ حيث نقل عن كتاب ذيل المنتظم لمحمد بن أحمد بن محمد القادسي المتوفى سنة (٦٣٢ هـ)، وهو من الكتب التي لم تصل إلينا حتى الآن.
ولا غَرْوَ إذن أمامَ هذا التنوعِ في المصادر، والاستقصاءِ في إيراد الأخبار أن يكون كتابُ (مرآة الزمان) مَعينًا ثَرًّا، ومنهلًا عذبًا، نَهل منه عددٌ غيرُ قليلٍ من العلماء والمؤرخين من مُعاصِري سبطِ ابن الجوزي أو ممن جاء بعده، فقد أفاد منه العلامةُ أبو شامة المقدسي (٦٦٥ هـ) في المُذَيَّل على الروضتين، وابنُ خَلِّكان (٦٨١ هـ) في وفيات الأعيان، والإمامُ الذهبي (٧٤٨ هـ) في سير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام، وصلاحُ الدين الصفدي (٧٦٤ هـ) في الوافي بالوفيات، وابن شاكر الكتبي (٧٦٤ هـ) في فوات الوفيات، واليافعي (٧٦٨ هـ) في مرآة الجَنان، والتاجُ السبكي (٧٧١ هـ) في طبقات الشافعية، وابنُ كثير (٧٧٤ هـ) في البدايةِ والنهاية، وابن رجب الحنبلي (٧٩٥ هـ) في ذيل طبقات الحنابلة، وبدرُ الدين العيني (٨٥٥ هـ) في عقد الجمان، وابنُ تَغري بَردي (٨٧٤ هـ) في النجوم الزاهرة، وفي المنهل الصافي، والسيوطي (٩١١ هـ) في تاريخ الخلفاء، والنعيمي (٩٢٧ هـ) في الدارس في تاريخ المدارس، والعِصامي في (١١١١ هـ) في سمط النجوم العوالي وغيرهم، والجميع صرَّح بالنقل عنه إما بقوله:"قال سبط ابن الجوزي"، وإما بقوله:"قال صاحب مرآة الزمان"، بل قد صرَّح ابنُ تغري بردي في النجوم الزاهرة باعتماده اعتمادًا كبيرًا على المرآة حيث قال ضمن ترجمته لأبي المظفر ٧/ ٣٩:"وله مصنفاتٌ مفيدة، منها تاريخه المسمى مرآة الزمان، وهو من أجلِّ الكتب في معناها، ونقلتُ منه في هذا الكتاب مُعظمَ حوادثه".
سادسًا: لم يخلُ الكتاب من أوهام وقعت للمصنف، أو تصحيفات وقعت من نُسّاخ الكتاب، فمن الأوهام التي وقعت للمصنف أحيانًا: نسبةُ حديثٍ إلى غير مُخرِّجه، أو خطأ في إسناده، أو ذكر ترجمة في غير موضعها من السنة الموافقة لوفاة المترجم، أو