للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستنارت عزائمُ الملكِ العا … دلِ نور الدين الهُمامِ الأغَرِّ

هو فَتحٌ بِكْرٌ ودون البرايا … خَصَّه الله باقتراعِ البِكْرِ

من أبيات (١).

وبعث نور الدِّين إلى الخليفة بالبشارة شهاب الدين المطهر بن شرف الدين بن أبي عَصْرون.

وقال ابنُ الخراساني الشَّاعر (٢): [من البسيط]

جاء البشيرُ فَسُرَّ النَّاسُ وابتهجوا … فما على ذي سرورٍ بعدها حَرَجُ

أُقيمتِ الدعوةُ الغَرَّاءُ معلنةً … للمستضيء بمصرٍ واستوى العِوَجُ

هو الإمامُ الَّذي قامت دلائِلُهُ … وكلُّ ذي لَسَنٍ بشُكْره لَهِجُ

لذِكْرِهِ عَبَقٌ في كلِّ ناحيةٍ … فالكونُ أجمعُ من أنبائه أَرجُ

حتَّى لقد دَخَلَ الأقوامُ كلُّهم … في دين خالقهمْ من بعدما خرجوا

بالمستضيء أضاءتْ كلُّ داجيةٍ … كأنَّما أُوقدتْ بين الورى سُرُجُ

أعطى من المالِ ما لم يُعْطه أحدٌ … لله منه خِضَمٌّ كلُّه لُجَجُ

يا أهل مِصْر لقد جاءتْ سعادتُكُمْ … واستوضحت سُبُل الخيراتِ فابتهجوا

صِرْتُمْ رعيَّةَ خَيرِ الخَلْقِ كلُّهِم … مَنْ حُبُّه بدماءِ الخَلْقِ مُمْتَزِجُ

من أبيات (٣).

وقال أحمد بن المُؤَمَّل العَدْوَاني البَغْدادي: [من السريع]

قد جاء فَتْحُ اللهِ والنَّصْرُ … واعتذرتْ مما جَنَتْ مِصْرُ

وأرسلَتْ تسألُ صَفْحًا لها … فاغفِرْ فمن عادتك الغَفْرُ

كان على منبرها ظلمةٌ … إذْ لم يكنْ في أُفْقها بَدْرُ


(١) الأبيات في "الخريدة": قسم شعراء العراق: ٢/ ١٤ - ١٧، وانظر "الروضتين": ٢/ ٢٠٦ - ٢٠٧.
(٢) هو أبو العز محمّد بن محمّد بن مواهب، الكاتب المعروف بابن الخراساني، شاعر وأديب ونحوي، توفي سنة (٥٧٦ هـ)، وله اثنتان وثمانون سنة، انظر ترجمته في "خريدة القصر"، قسم شعراء العراق: ج ٣ / مج ١/ ٢٢٨ - ٢٥٥، و"معجم الأدباء": ١٩/ ٤٦ - ٤٧، و"إنباه الرواة":: ٣/ ٢١٣ - ٢١٤، و"الوافي بالوفيات": ١/ ١٥٠ - ١٥١.
(٣) انظر بعضها في "خريدة القصر" قسم شعراء العراق: مج ١ / ج ٣/ ٢٣٤ - ٢٣٥.