للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه الفائز، وأضافه إلى الأعيان وكبراء الدولة] (١) مثل أبي المعالي بن الجبّاب الجليس والموفق أبي الحجاج يوسف بن الخلال [وقدمه وأكرمه، وكان يستشيره، وله مدائحُ كثيرةٌ في الخلفاء، والوزراء والملوك، وشاور والصالح بن رُزِّيك وشمس الدولة تورانشاه، وأكثر مدائحه فيه، ومدخ نور الدين وصلاح الدين، وقد وقفت على ديوانه وذكرت منه هاهنا من الحوادث ما يليق بزمانه، ولما قتل الصَّالح بن رُزِّيك رثاه، فقال- وقد نقل تابوته من دار الوزارة إلى القرافة، فدفن في تربته، فقال (١)]: [من الكامل]:

خَرِبَتْ ربوعُ المكْرُماتِ لراحلٍ … عَمَرَتْ به الأجداثُ وهي قِفارُ

نَعْشُ الجدود العاثرات مُشَيَّعٌ … عَمِيَتْ برؤيةِ نَعْشه الأَبْصارُ

شَخَصَ الأنامُ إليه تحت جِنازةٍ … خُفِضَتْ برفعة قَدْرِها الأقدارُ

وكأنَّه تابوت موسى أُودِعتْ … في جانبيه سكينةٌ ووَقارُ

وتغاير الحَرَمان والهَرَمانِ في … تابوته وعلى الكريم يُغارُ

أُحْلِلْتَ دارَ كرامةٍ لا تنقضي … أبدًا وحلَّ بقاتليك النَّارُ

غَضِبَ الإله على رجالٍ أقدموا … جَهْلًا عليك وآخرين أشاروا

لا تعجبوا لقُدارِ ناقةِ صالحٍ … فلكلِّ عَصْرٍ ناقةٌ وقُدارُ (٢)

وقال يرثيه: [من الطويل]

سمعتُ حديثًا أَحْسُدُ الصُّمَّ عنده … وَيذْهَلُ واعِيه ويَخْرَسُ قائِلُهْ

وقد رابني من شاهد الحال أنَّني … أرى الدَّسْتَ منصوبًا وما فيه كافِلُهْ

وأني أرى فوقَ الوجوه كآبةً … تَدُلُّ على أَنَّ الوجوه ثواكِلُهْ

ولم لا نبكِّيه ونندُبُ فَقْدَهُ … وأولادُنا أيتامُه وأرامِلُهْ

وقال يمدح شمس الدولة ويحرِّضه على اليمن، [وقيل: هذه الأبيات كانت سببًا لمسير شمس الدولة إلى اليمن] (٣): [من البسيط]


(١) في (ح): "فخلعا عليه، وأضافه الفائز إلى كبراء الدولة، وقدمه وأكرمه، وكان يستشيره، وأضافه إلى الأعيان مثل أبي المعالي بن الجباب الجليس والموفق أبي الحجاج يوسف بن الخلال والوزراء والملوك.
وقال: وقد نقل تابوت الصالح من دار الوزارة إلى القرافة، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) هو قدار بن سالف الذي يقال له أحمر ثمود، عاقر ناقة صالح ، انظر اللسان (قدر).
(٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).