ثم يخبرنا في آخر القصة ما أخبره به نور الدين من أن المنزلة هذه التي نالها كانت بعد انتصاره على الفرنج في حارم، وذلك كان سنة (٥٥٩ هـ) فمتى التقى هذا الفقير نور الدين؟ ثم إن الصحيح في أمر الخضر ﵇ عند العلماء الأثبات المحققين أنه مات، واحتجوا لذلك بقوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ﴾ [الأنبياء: ٣٤] وبقول النبي ﷺ يوم بدر: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض" وبأنه لم ينقل أنه جاء إلى رسول الله ﷺ ولا حضر عنده ولا قاتل معه، ولو كان حيًّا لكان من أتباع النبي ﷺ، لأنه ﷺ كان مبعوثًا إلى الثقلين الجن والإنس، وقد قال ﷺ: "لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي"، وأخبر ﷺ قبل موته بقليل أنه قال: "أرأيتكم ليلتكم هذه؟ فإن رأس مئةِ سنةٍ منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحدٌ"، يريد بذلك أنه ينخرم ذلك القرن، إلى غير ذلك من الدلائل. ومن احتج ببقائه حيًّا اعتمد على حكايات وآثار كهذه. (٢) في (ح): وقال المصنف ﵀: وحكى لي نجم الدين الحسن بن سلام، قال: لما ملك، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش). (٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش). (٤) في (ح): حدثني والدي أن الفرنج، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).