وقال: [من البسيط]
يا نازلين الحِمى رِفْقًا بقلب فتًى … إنْ صاحَ للبَينِ داعٍ باحَ مُضْمَرُهُ
لا تحسِبُوا الصَّدَّ عن عهدي يغيِّرني … غيري ملازمةُ البَلْوى تغَيِّرُهُ
وما ذَكَرْتُكُمُ إلا وهِمْتُ جَوًى … وآفةُ المُبْتلى فيكم تذكُّرُهُ
يزدادُ في مَسْمَعي تكرارُ ذِكْرِكُمُ … طِيبًا ويَحْسُنُ في عيني مكرَّرُهُ
وقال: [من الطويل]
أجيرانَنا إنَّ الدُّموعَ التي جَرَتْ … رِخاصًا على أيدي النَّوى لغوالِ
أقيموا على الوادي ولو عمر ساعةٍ … كلوثِ إزارٍ أو كحلِّ عقالِ
وجُودوا على هذا المعنَّى بنظرةٍ … يعلِّلُ قلبي منكمُ بمحالِ
أذلتُمْ مصوناتِ الدُّموعِ بهَجْرِكُمْ … وحبُّكُمُ في الصَّدْرِ غيرُ مُذَالِ
أضمُّ عليه الرَّاحتين ولو دَرَتْ … يميني به لم تستعنْ بشمالِ
صحبناكُمُ والعُمْرُ غَضٌّ وحبُّنا … جديدٌ ومَيدانُ الصَّبابةِ خالِ
فقد رقَّ جِلْبابُ الشَّبابِ وما الصِّبى … بباقٍ ولا بُرْدُ الغرامِ ببالِ
وحبُّكُمُ حُبٌّ يقومُ بنفسه … ترفَّعَ عن شِبْهٍ له ومِثالِ
حماه حِفاظي أَنْ يلمَّ بخاطري … وأخفاه صوتي أَنْ يدورَ ببالِ
يقرُّ بعيني أَنْ أرى من دياركم … مع الفَجْرِ وَمْضَ البارِقِ المتعالِ
أداوي على بُعْدِ المَزَارِ بذكركُمْ … عقابيلَ داءٍ في الفؤادِ عُضَال
وقال: [من البسيط]
هو الحِمى ومغانيه معانيه … فاجلسْ وعانِ بليلى ما نعانيه
لا تسألِ الرَّكْبَ والحادِي فما سأَلَ الـ … ـعُشَّاقُ قَبْلَكَ عن رَكْبٍ وحادِيهِ
ما في الصِّحاب أخو وَجْدٍ نطارحُهُ … حديثَ وَجْدٍ ولا صَبٌّ نجاريهِ
إليكَ عن كلِّ قَلْبٍ في أماكنه … ساه وعن كل دمع في مآقيه
ما واجِدُ القَلْبِ في المعنى كفاقدِهِ … وجامدُ الدَّمْعِ في البلوى كجارِيهِ
كفى الكثيبُ هوًى عادتْ أواخِرُهُ … على الكثيبِ كما كانت أَوَاليهِ
يجدِّدُ العِشْقَ والأشجانُ تُخْلِقُهُ … وَينْشُرُ الدَّمْعَ والأحزانُ تَطْويهِ