للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(١) وقد ذكرنا محنته التي زاحم بها الأنبياء والعلماء والفضلاء والأولياء، وتلقى ذلك بالصبر والحمد والشكر.

وقد أثنى عليه العلماء، فذكره أبو محمد بن الدبيثي في الذيل الَّذي ذيله على ذيل ابن السمعاني، فقال:] شيخنا جمال الدِّين بن الجوزي الإمام، صاحب التَّصانيف في فنون العِلْم من التفاسير والفِقْه والحديث والتَّواريخ وغير ذلك، وإليه انتهت معرفةُ الحديث وعلومه، والوقوف على صحيحه من سقيمه، وله فيه المصنَّفات من المسانيد والأبواب والرِّجال ومعرفة الأحاديث الواهية والموضوعة، والانقطاع والاتصال، وكان من أحسنِ النَّاس كلامًا، وأتمِّهم نظامًا، وأعذبهم لسانًا، وأجودِهم بيانًا، تفقَّه على أبي بكر الدِّينوري، وقرأ الوعظ على الشَّريف أبي القاسم العَلَوي، وأبي الحسن بن الزَّاغوني، وبورك له في عمره وعِلْمه، فروى الكثير، وسمع النَّاس منه أكثر من أربعين سنة، وحدَّث بمصنفاته مرارًا، وأنشدني [بواسط] (٢) لنفسه: [من مجزوء الكامل]

يا ساكنَ الدُّنيا تأهّـ … ـبْ وانتظرْ يوم الفِراقِ

وأعِدَّ زادًا للرَّحيـ … ـلِ فسوف يُحدى بالرِّفاقِ

وابكِ الذُّنوبَ بأَدْمُعٍ … تنهلُّ من سُحُب المآقي

يا مَنْ أضاعَ زمانَهُ … أرضيتَ ما يفنى بباقِ

[قال (٣): وسألته عن مولده غير مرة، وفي كلها يقول: ما أحققه، ولكن يكون تقريبًا في سنة عشر وخمس مئة، وسألت أخاه عمر بن علي فقال: في سنة ثمانٍ وخمس مئة.

ذكر ما وقع إلي بالشام] من أسامي فهرست مصنفاته [ومجموعاته ومنقولاته] (٢) ومؤلفاته:


(١) في (ح): "وقال محمد بن الدبيثي في "الذيل" عن شيخنا جمال الدّين … "، وما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) في (ح): وقال المصنّف : ذكر ما وقع بالشام من أسامي فهرست مصنفاته، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).