للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت وفاتُه بمسجد المصنع يوم الاثنين ثالث وعشرين ربيع الأول، ودُفِنَ بالقَرَافة عند الشيخ أبي عمرو بن مرزوق، وكان إذا اجتاز بذلك المكان يقول: روحي ترتاح إلى ها هنا، [فدفن فيه.

سمع بأصبهان الحافظ أبا موسى محمد بن عمر المديني وغيره، وببغداد أحمد بن المُقَرِّب الكَرْخي، وعبد الله بن النّقُّور، ويحيى بن ثابت بن بُنْدار، والشيخ عبد القادر وغيرهم، وبدمشق أبا المكارم عبد الواحد بن المُسَلَّم بن هلال وغيره، وبالإسكندرية الحافظ السِّلَفي، وبمصر عبد الله بن بَري النحوي وغيره، (١). وكان زاهدًا عابدًا ورعًا، يصلِّي كل يوم وليلة ثلاث مئة ركعة -وِرْد الإمام أحمد، رحمة الله عليه- ويقوم الليل، وعامة دَهْره صائم، وما ادَّخر شيئًا قَطُّ، وكان جَوَادًا، سَمْحًا، إذا فُتِحَ عليه بشيءٍ من الدُّنيا حَمَلَه في اللَّيل إلى أبواب الأرامل واليتامى، فألقاه إليهم، ومضى لئلا يعرفوا مَنْ جاء به، وكان ثوبه مرقوعًا، ويؤْثر بثمن الثَّوب، وكان قد ضَعُفَ بَصره من كَثْرة المطالعة والبكاء، وكان أوحدَ زمانه في عِلْم الحديث.

وقال تاج الدين الكندي: هو أعلم من الدَّارَقُطْني والحافظ أبي موسى.

[وسأله الحافظ السِّلفي، فقال: مَنْ هو محمد بن عبد الرَّحمن الذهبي؟ فقال له: المخلِّص.

وحضر عند جدي فتذاكرا، فذكر جدي رجلًا اسمه ويزرة، فقال الحافظ: وريزة. فقال جدي: أنتم أعلم بأهل بلادكم.

ذكر أولاده] (١):

وكان له ثلاثة أولاد: محمد، وعبد الله، وعبد الرَّحمن، وابنة اسمها فاطمة.

فأما محمد، فكنيته أبو الفَتْح، ولقبه عِزُّ الدين، [سمعنا بقراءته "مسند الإمام أحمد بن حنبل" بالحربية على عبد الله بن أبي المجد في سنة ست وتسعين وخمس مئة،] (١) وأما عبد الله، فلقبه الجمال، حضر وفاةَ أبيه. وأما عبد الرَّحمن، فكنيته أبو سليمان، وسنذكرهم [في مواضعهم] (١) إنْ شاء الله تعالى.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).