للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن ذلك: [من الوافر]

سقاكِ الله ريًا دارَ رَيَّا … وحَيَّا عن غَرَامي فيكِ حَيَّا

فما أنا مَنْ يُغَيِّرُني جَفَاكُمْ … فأنفضُ من محبتكُمْ يديَّا

وفي المتغيَّبات عليَّ شَمْسٌ … تُغِيرُ بِدُرِّ قُرْطَيها الثُّريَّا

محجبة حمتني الغمضَ لما … نصبتُ لصدِّها شبك الحُميَّا

طمعتُ بأَنْ أعيشَ لها سعيدًا … أقاسِمُها الحياةَ فما تَهَيَّا

أيا لله قاسيةٌ طَوَتْنِي … بنَشْرِ سريرتي في الحُبِّ طَيَّا

شكوتُ إلى جَفَاها جُرْحَ قلبي … ليرحَمَني فزاد الجُرْحَ كَيَّا

وأَوْدَعَ سُقْمَ جفنيها فؤادي … وبالغَ فيَّ حتَّى صرتُ فَيَّا

وها أنا بين جفوتِها وحَتْفي … كذا والحَتْفُ أَيسَرُ حالتيَّا

أنادي سَلوتي فيجيبُ وَجْدي … لقد أسمعتَ لو ناديتَ حَيَّا

هداك الله يا نَشْرَ الخُزامى … وأهدَى طِيبَ ما تُهْدِي إليَّا

وزادك مِنْ عوارفِهِ فإِنِّي … شَمَمْتُ لعَرْفِ رَيَّا فيك رَيَّا

ومن ذلك، وهي منها:

وبين ظُبى وجيرة أم خِشْفٍ … تمرَّض مَوْعِدي مَطْلًا وليَّا

يُطاوعُ في عذابي مُقْلَتَيها … وأَعصِي في هَوَاها عاذليَّا

وأَعْشَقُها فإنْ رُشْدًا فَرُشْدًا … وإنْ غَيًّا كما زعموا فغَيَّا

هوًى لم يَهْوَ أَيسَرَهُ جميلٌ … بُثَينتَهُ ولا غَيلانُ مَيَّا

وليلةَ أقبلَتْ كالبَدْرِ نَشْوى … فلَيتَك كُنْتَ تُبْصِرُنا أُخَيَّا

أُعانِقُها ومِسْكُ ذؤابَتَيها … يعانقني (١) فألْتَثِمُ المُحَيَّا

وأَرْبَعُ في شقائقِ وَجْنَتَيها … فَتُحْدِثُ لي حدائق جَنَّتيَّا

ويُذْكِرُني جنى التفاحِ غَضًّا … فأقطفُ منهما تفاحتيَّا

ومن ذلك: [من الكامل]


(١) في (ح) سقط، ولعل ما أثبتناه من عندنا لا يأباه البيت.