للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأيتُ إلهي حين أُنْزِلْتُ حُفْرتي … وفارقتُ أصحابي وأَهْلي وجِيرَتي

فقال جُزِيتَ الخيرَ عنِّي فإنَّني … رضيتُ فها عَفْوي لديك ورَحْمتي

دأبتَ زمانًا تأمُلُ الفوز والرِّضى … فَوُقِّيتَ نيراني ولُقِّيتَ جَنَّتي

فانتبهتُ مرعوبًا، وكتبتُ الأبيات.

(١) [سمع ببغداد أبا محمَّد بن الخشَّاب النَّحوي، وشُهْدة الكاتبة، وعبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف، وغيرهم، وبالشام أبا المكارم عبد الواحد بن محمَّد بن المُسَلَّم، وسلمان بن علي الدمشقي، وعبد الله بن صابر وغيرهم، وروى لنا عنهم]، ورثاه جماعةٌ، منهم الصَّلاح موسى بن الشِّهاب، [وكان الصَّلاح عارفًا، أديبًا، ذا معرفة بالشِّعْر والأدب، فاضلًا، عاقلًا، ظريفًا، حلو الشعر والمنطق] (٢)، فقال: [من البسيط]

الحمدُ لله في كلِّ الأمورِ فما … يقضي الإله علينا فَهْوَ مَقْبولُ

نرضى بما جاءنا منه ونشكره … على الرُّؤوسِ قضاءُ الله محمولُ

أُسائِلُ القَلْبَ عن صبري فنفقده … وأسألُ النَّوْمَ عَيني وهو تعليلُ

يا شيخنا يا عمادَ الدِّين قد قَرِحَتْ … عيني وقلبي منك اليوم مَتْبُولُ

أصبحتُ بعدك في هَمٍّ وفي حَزَنٍ … وإنَّني بسيوف الغَمِّ مَتْبُولُ

أوحشتَ والله رَبْعًا كنتَ تسكنه … لكنَّه الآن بالأحزانِ مأهولُ

كم ليلةٍ بتَّ تُحييها وتَسْهَرُها … والدَّمْعُ من خشيةٍ لله مَسْبولُ

وسجدةٍ طالما طال القنوتُ بها … قد زانَها منكَ تكبيرٌ وتهليلُ

فاليومَ بعدك ركنُ الدِّين منهدمٌ … وطالبُ العِلْم حيرانٌ ومخذولُ

قد كنتَ للسُّنَّةِ الغَرَّاء تنصرها … إذْ أنتَ سيفٌ على الأعداءِ مسلولُ

يا ذا الذي كان للدُّنيا يزيِّنُها … كأنَه في جبينِ الدَّهْرِ إكليلُ

وما يدومُ سوى وجه الإله وقد … جاءتْ بذلك آثارٌ وتنزيلُ


(١) في (ح): سمع من خلق كثير، وروى عنهم … ، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) ما بين حاصرتين من (ش).