ثامن المحرَّم بَعَثَ الصَّالح إسماعيل إِلَى معين الدِّين سجادة وإبريق وعكّاز، وقال: اشتغالك بهذا أَوْلى من اشتغالك بقتال الملوك. فبعث إليه ابنُ الشيخ بجنك وزمر وغلالة حريري أحمر وأصفر، وقال: السجادة تصلح لي، وأنت أَوْلى بهذا. وأصبح، فركب فِي العساكر، وزحفوا من كلِّ ناحية، ورموا النِّيران فِي قَصْر حجاج، فضربوا بالمجانيق، وكان يومًا عظيمًا، وبعث إسماعيل الزَّرَّاقين يوم الثلاثاء تاسع المحرم، فأحرقوا جوسق العادل، ومنه إِلَى زقاق الرمان [و] العقيبة بأسْرها، ونهبت أموالُ النَّاس، ورموا على الطرق، واحترق بعضهم، [وحكي لي أن رجلًا كان له عشر بنات أبكار، فقال لهن: أخرجن. فقلن: لا والله، الحريق أولى من الفضيحة. فاحترقت الدار، واحترقن، ولم يخرجن](١)، وجرى على النَّاس ما لم يجر فِي بلدٍ آخر.
وفي ربيع الآخر خرج المنصور صاحب حِمْص من دمشق [إِلَى ظاهرها، واجتمع ببركة خان، واستبشر النَّاس باجتماعهما، وعاد المنصور إِلَى دمشق](١).
وفي جُمادى الأولى فُتحت دمشق؛ بَعَثَ أمين الدَّوْلة إِلَى ابنِ الشيخ يطلب منه شيئًا من ملبوسه، فبعث له فَرَجيةً وعِمامة وقميصًا ومنديلًا، فلبس ذلك، وخرج إِلَى ابنِ الشيخ بعد العشاء الآخرة، فتحدَّث معه ساعة، ثم عاد إِلَى دمشق، ثم خرج مرة أخرى، فوفق الحال، وخرج إسماعيل وصاحب حِمْص فِي الليل إِلَى بَعْلَبَك، ودخل ابنُ الشيخ دمشق، فنزل فِي دار سامة، ودخل الشِّهاب رشيد إِلَى القلعة، وولى ابنُ الشيخ الجمال هارون المدينة، وصَدْرَ الدين بنَ سني الدولة قضاء القضاة، فاستنابَ العزيزَ السِّنْجاري والكمال التفليسي، وعَزَلَ محيي الدِّين بنَ الزكي.
ووصل سيف الدين بن قليج من عجلون إِلَى دمشق تاسع عشرين جمادى الأولى منفصلًا عن النَّاصر داود، وأوصى بعجلون وماله للصَّالح أَيُّوب، ونزل بدار فلوس.
وجهَّز ابنُ الشيخ أمين الدولة [السامري](١) إِلَى مِصْر تحت الحوطة.