للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها يوم الإبل، قُتل فيه بِسْطامُ بنُ قَيْسٍ.

ومنها يوم أُوارَة، هو اسمُ ماءٍ كانت به وقعةٌ بين عمرو بنِ هند وبني تميم، وفيه يقول بعض بني تَيْم الله بن ثعلبة: [من الكامل]

ولقد شهِدتُ الخيلَ يوم طِرادِها … فطعَنتُ تحت كنانةِ المُتَمطِّرِ (١)

ومنها يوم بَرْزَة لكنانةَ على بني سُلَيم، لما قتلت بنو سُليم ربيعةَ بنَ مُكَدّم -فارس كنانة- يوم الكَدِيد رجعوا، فأقاموا مدة، فملّكوا عليهم مالك بن خالد بن صَخر بن الشريد، وتوَّجوه، وكان يقال له: ذا التَّاج، وخرجوا معه، فعرفه بنو كِنانة، فأغار على بني فراس ببَرزَةَ، ورئيسُ بني فراس يومئذٍ عبد الله بن جِذْل، فدعا عبدُ الله إلى البِراز، فبرز إليه هندُ بن خالد بن صَخْر أخو مالك، فقال له عبد الله: مَن أنت؟ فقال: هند بن خالد، فقال: أخوك مالك أَسَنُّ منك، يزيد مالكاً، فرجع، فأخبر مالكاً، فبرز إليه مالكٌ فقتله عبدُ الله، ثم برز إليه كُرْز بنُ خالد أخو مالك، فقتله عبدُ الله (٢).

ومنها يوم البِشْر، ويقال له: يوم الجَحَّاف، وفيه يقول الأخطل: [من الطَّويل]

لقد أَوقعَ الجحَّافُ بالبِشْر وَقعةً … إلى الله منها المُشتكى والمُعَوَّلُ (٣)

ومنها يوم بُعاث، كان قُبيل الإسلام بين الأوس والخزرج.

ومنها يوم النُّتاءة (٤) لعبسٍ على بني عامر، خرجت بنو عامر لتدرك ثأرَها من عَبْس يوم الرَّقْم، فوصلوا النُّتاءة وهي في أرض عبس، وقد نذِروا بهم، فالتقَوْا، وعلى بني عامر: عامر بن الطّفَيلِ، وعلى عَبْس: الرَّبيعُ بن زياد، فاقتتلوا قتالاً شديدًا، وانهزمت بنو عامر، وطعن ضُبَيعةُ بنُ الحارث عامرَ بن الطُّفيلِ، فلم يَضُرَّه.

ومنها يوم تَحلاق اللِّمَم، كان لتَغْلب (٥) على بَكر بن وائل، وكان الحَلْق شعار تغلبَ يومئذٍ، حلقوا رؤوسهم علامةً لهم.


(١) شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١/ ١٣٣، تمطّر الرجل، إذا أسرع، والكنانة من الكَنّ، لأنَّه يُصان بها النَّبْل.
(٢) العقد ٥/ ١٧٤، والأنوار ١/ ١٢٠.
(٣) ديوانه ص ١٠.
(٤) في النسخ: البناءة، هنا وفيما يأتي، وهو خطأ، والمثبت من العقد ٥/ ١٦١.
(٥) يعرف بيوم قِضَة، وكان لبكر على تغلب، انظر العقد ٥/ ٢٢٠.