للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنَّ لها بالمَشرَفيِّ حادِيا

ذَكَّرْتَني الطَّعْنَ وكنتُ ناسِيا

وقيل: أصل هذا أن رجلاً حمل على رجل ليقتُلَه، وكان في يد المحمول عليه رُمح، فأنساه الدَّهَشُ ما في يده، فقال الذي حمل عليه: ألقِ الرُّمحَ، فتذكر، فحمل عليه برُمحه فقتله. وصاحب الرُّمح: يزيد بن الصَّعِق، والمقتول: صَخْر بن معاوية السُّلَمي (١).

رُميَ فلان بحَجَرِه، يعني: بِقِرْنِهِ في الصَّلابة والصُّعوبة.

ولما بعث معاوية عَمرو بنَ العاص حكماً في أيام صِفّين قال الأحنف لعليّ بن أبي طالب : إنك قد رُميتَ بحَجَر أهل الأرض، أي: لا نَظيرَ له في الدَّهاء، فابعث ابنَ عبّاس، فإنه رجلُ الدَّهر، أي: نَظيرُه (٢).

رُبَّ أخٍ لم تَلِدْه أُمُّك، أوّلُ مَن قال ذلك لُقمانُ بن عاد، خرج في سفر فعَطِش، فلاحت له خيمةٌ، فقَصدَها، فإذا فتاةٌ إلى جانبها شابٌّ تُغازِله، فاستسقى ماء، فقالت المرأة: أتَبغي اللبن أم الماء؟ فقال: كلاهما. فقالت: إن أَردتَ اللبنَ فخَلْفَك، وإن أردتَ الماء فأمامَك، فقال: ما هذا الرجلُ منكِ؟ فقالت: أخي، فقال: رُبَّ أخٍ لم تَلِدْه أمُّكِ. فذهبت مثلًا، ثم نظر إلى شَعرٍ مَفتول فعرف أن زوجَها أَعْسَر، فقال: ثَكِلت الأُعَيْسِرَ أُمُّه، لو يَعلمُ العِلمَ لطال غَمُّه. فذهبت مثلاً.

وذُعِرت منه المرأة، فعَرضت عليه الطَّعامَ والشَّرابَ فأبى، وقال: المَبيتُ على الطَّوى حتى تَنالَ به كريم المَثْوَى خيرٌ من إتيان ما لا تَهوى. فذَهَبت مثلاً.

ثم مضى، وإذا برجُلٍ يسوق إبلاً وقت العشاء، فعرف صوتَه ولم يره قبل ذلك، وهو يقول: [من الرجز]


(١) أمثال أبي عبيد ٦٢، والفاخر ١٤٢، والعسكري ١/ ٤٦٣، والميداني ١/ ٢٧٩، والزمخشري ٢/ ٨٥، والبكري ٧٠.
(٢) أمثال أبي عبيد ٩٧، والعسكري ١/ ٤٨٠، والميداني ١/ ٢٨٧، والزمخشري ٢/ ١٠٣، ووقع في (ب) بعد هذا: حمل العصا للمبتلى … ، وموضعه قبل المثل: قوس حاجب.