للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرض، ثم رفع رأسَه إلى السماءِ وأشار بإصْبَعه، وظهر منه شهابُ نورٍ أضاءت له قصورُ الشام حتى رأيت أعناقَ الإِبِل بِبُصرى (١).

وقالت آمنة: فما رأيتُ إلى شيء إلا نُوِّر لي، ورأيتُ النجوم تدنو من الأرض حتى أقولَ إنها لَتَقَعُ عَلَيَّ (٢).

وقالت: ولدتُه جاثيًا على رُكْبَتيه ينظر إلى السماء، ويشير بإصبَعه الإبهام، ثم قَبَض قَبْضة مِن الأرض وأهوى ساجدًا، فغطيته ببُرْمَة أو بإناءٍ فانفلقَ عنهُ، وإذا به يَمَصُّ إبهامَه وهو يشخُبُ لَبَنًا، وسمعت قائلًا يقول: أبشري يا آمنة فقد وَلَدت سَيِّد هذه الأمة.

وقال العباس : ولد رسول الله مختونًا مسرورًا -أي مقطوعَ السُّرةِ- فَسُرَّ به عبد المطلب، وقال: ليكونَنَّ لِولَدي شأنٌ من الشَّأن. قال ابن عباس: فكان واللهِ كما قال عبد المطلب (٣).

وقال ابن الجوزِيِّ: وُلد جماعةٌ من الأنبياء مختونين: آدمُ، وشِيث، وإدريس، ونوحٌ، وسامٌ، وهودٌ، وصالحٌ، ولوطٌ، ويوسفُ، وموسى، وشُعَيبٌ، وسُلَيمان، وزكَريَّا، وَيحيى، وعيسى، وحنظلة بن صفوان نبي (٤) أصحاب الرَّس.

وقال كَعب الأحبار: كُلُّهم وُلدوا مَخْتونينَ إلا إبراهيمَ ليكونَ إمامًا لِلنَّاس.

وقال علي بن يزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة، عن أبيه، عن عمته (٥) قالت: لما وَلَدتْ آمنةُ رسولَ الله ، أرسلت إلى عبد المطلب وهو في الحجر مع أولاده، فجاءه البشير فَسُرَّ به وقام، فدخل على آمنة فأخبرته بكل ما رأت، وما قيل لها، وما أمرت به، فأخذه عبد المطلب على يديه وجاء به إلى الكعبة، فدخل به إليها وقام يدعو ويقول:


(١) انظر "الطبقات الكبرى" ١/ ٨٢.
(٢) "دلائل النبوة" البيهقي ١/ ١١١، و"المنتظم" ٢/ ٢٤٧.
(٣) "الطبقات الكبرى" ١/ ٨٣، و"دلائل النبوة" ١/ ١١٤ والمنتظم ٢/ ٢٤٨، وقال ابن كثير في "البداية النهاية" ٣ /: ٤٠ وهذا الحديث في صحته نظر.
(٤) في (ك): "بن"، وفي (ح): "من"، والمثبت من "المنتظم" ٢/ ١٤٦.
(٥) في النسخ: بن وهب بن ربيعة، عن عمته، والمثبت من الطبقات ١/ ٨٣، والمنتظم ٢/ ٢٤٩.