للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحمد لله الذي أعطاني

هذا الغلامَ الطيِّبَ الأردانِ

قد ساد في المَهْدِ على الغِلمان

أُعيذُه بالبيت ذي الأركانِ

حتى أراه بالغَ البُنيانِ

أُعيذُه من شرِّ ذي شَنْآن

من حاسِدٍ مُضطَرِبِ العِنان

وقال الهيثم: لما دخل على آمنة قالت له: يا أبا الحارث، ولد لك اليوم مولود أمرُه عَجَب، قال: وما ذاك؟ قالت: خرج معه نورٌ أضاءت منه قصورُ الشام، ومدائنُ كسرى، وقصورُ صَنعاء، ونوديتُ: سمِّيه محمدًا، فإنَّ اسمه في التوراة أحمد، فقال عبد المطلب: وأنا والله رأيتُ الساعة عجبًا، كنتُ أطوف بالبيت، فرأيتُ هُبَل قد مال حتى كاد أن يسقط، فجعلتُ أمسح على عيني وأقول: أنا نائم أم يقظان؟ ثم أخذه وانصرف إلى الكعبة، فطاف به وقال:

يا رب كلِّ طائفٍ وجاهدِ

ورب كلِّ غائبٍ وشاهد

أدعوكَ يا ربِّ دعاءَ جاهدِ

لا هُمَّ فاصرفْ عنه كيدَ الكائدِ

واحطِمْ به كلَّ عدوٍّ حاسدِ

وكان بمكة يهوديٌّ قد قرأ الكتب كلها، فأصبح ذات يوم فقال يا معاشر الناس، ولد الليلة نبي العرب، قالوا: وما علامتُه؟ قال. بين كَتفيه شامةٌ سوداء فيها شَعرات. فقيل له: ولد لعبد المطلب مولود، فجاء فرأى الشَّامة، فقال: ذهبت والله هو نبوَّة بني إسرائيل، أفرحتم يا معاشر قريش، والله ليَسْطُونَّ عليكم سَطوةً تخرج أبناؤها من