للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال قدامة الكاتب: وهذا الجبل يتصل بالشام، فبعضه يتصل بلبنان وبعضه بجبل الثلج من أرض دمشق ويمتدُّ إلى الروم.

وقال النَّضْر بن شُمَيل: يأتي إلى الشام من ناحية أَيلة ثم إلى الطُّور ثم إلى بيت المقدس ثم إلى طبرية، ويمر بالبقاع وبَعْلَبَكَّ، ويمتد غربيَّ حمص وحلب حتى يتصلَ باللُّكَّام، ثم يمتد إلى مَلَطْيَة وإلى بحر الخزَر وفيه القلاع والحصون الكثيرة والمدن.

عَسِيب: من جبال الحجاز، قال الجوهري: هو جبل بني هذيل (١). قلت: وقد رأيت ببلد الروم عند قيسارية جبلًا يقال له: عسيب، وعليه قبر يقال: إنه قبر امرئ القيس، وهو أقرب إلى الصحة لأنَّ امرأ القيس مات بالروم، لما نذكر في سيرته.

فأما عُشَيب -بضم العين والشين معجمة- فجبل بالحجاز لقريش.

عَيْر: جبل بالحجاز، والعين مفتوحة. وفي "الصحيحين" من حديث عليِّ بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: حرَّم رسول الله ما بين عَيْرٍ إلى ثور (٢). وهذا يدلُّ على أن بالمدينة جبلًا اسمه ثور، وأرباب السير لا يعرفون ذلك، وإنما ثور جبل بمكة وفيه الغار، ولعله اشتبه على الكاتب أو على الراوي فجعل مكان أحد جبل ثور، وقد أشار بعضهم إلى هذا فقال: قال أبو عبيد: يرى أصل الحديث أنه حرم ما بين عَيْر إلى أحُد (٣). قال: وقال غيره: كأنه جعل المدينةَ مضافة إلى مكة في التحريم. قلت: هذا القول ضعيفٌ لأنَّ حدودَ مكة لا تدخل في حدود المدينة، لما نذكر، فكأنَّ القول الأول أصحُّ (٤).

عَيْنَيْن (٥): من جبال المدينة، بات به رسول الله ليلة وقعة أُحُد لما نذكر، وسنذكر جبل عرفات.

غُرَّب -بغين معجمة- بين المدينة والشام في بلاد كلب، قال الجوهري: وعنده عينٌ


(١) "الصحاح": (عسب)، ولم يذكر فيه: "بني هذيل".
(٢) البخاري (٦٧٥٥)، ومسلم (١٣٧٠).
(٣) "غريب الحديث" ١/ ٣١٥.
(٤) قلت: وقد تكلم الأستاذ فؤاد عبد الباقي في تعليقه على صحيح مسلم على هذا الحديث؛ فانظر كلامه.
(٥) ويقال له: "عينان" انظر "معجم البلدان" ٤/ ١٧٣، ١٨٠.