للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو بكر على خارجة بن زيد الخزرجي بالسُّنْح وهو مكان بأعلى المدينة (١).

قال عبد الله بن سلام: لما قدم رسول الله المدينة انجفل الناس ينظرون إلى وجهه، فلما رأيتُه عرفتُ أنه ليس بكذابٍ، فكان مما حَفظتُ من كلامه: "أيُّها الناسُ، أَفشُوا السَّلامَ، وصِلُوا الأرحَامَ، وأَطْعِمُوا الطَّعامَ، وصَلُّوا باللَّيلِ والناسُ نيامٌ، تدخُلُوا الجنَّةَ بسلامٍ" (٢).

ثم قدم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه المدينة فنزل على كلثوم بن الهِدْم (٣).

وأقام رسول الله بمنى ثلاثًا (٤)، وقيل: بضع عشرة ليلة.

وقال ابن إسحاق: ركب رسول الله من بني عمرو بن عوف يوم الجمعة سادس وعشرين ربيع الأول، فمر على بني سالم، فجمَّع بهم وخطب، وهي أول جمعة صلَّاها بالمدينة، وذلك الموضع يعرف بوادي رانوناء. وكان معه مئة من المهاجرين (٥).

ثم مرت ناقته فبركت في بني النجار على باب دار أبي أيوب الأنصاري، فنزل عليه وأقام عنده سبعة أشهر، وقيل: شهرًا، والأول أصح.

وأول قَصْعَةٍ أهديت لرسول الله وهو في منزل أبي أيوب، قصعة من ثريد فيها خبز وسمن أهدتها له أم زيد بن ثابت، فدعا لهم رسول الله ، وجاءت قصعة سعد بن عبادة فيها ثريد وعراق، ثم تناوبت الأنصار القِصاعَ كل ليلة (٦).

وقال الواقدي: لما ركب رسول الله من بني سالم إلى المدينة، مَرَّ بجَوَار من الأنصار فَقُلْن:

نحن جَوارٍ من بني النَّجار … يا حبَّذا محمدٌ من جارِ


(١) انظر "السيرة" لابن هشام ٢/ ٩٩.
(٢) أخرجه الترمذي (٢٤٨٥)، وابن ماجه (١٣٣٤)، وأحمد في "مسنده" (٢٣٧٨٤).
(٣) انظر "سيرة" ابن هشام ٢/ ٩٩.
(٤) كذا جاء في نسخنا، والصواب ما جاء في "السيرة" لابن هشام ٢/ ٩٩، و"المنتظم" ٣/ ٦٥: وأقام علي بن أبي طالب بمكة ثلاث ليال وأيامها.
(٥) "السيرة" لابن هشام ٢/ ١٠٠، وانظر "المنتظم" ٣/ ٦٥، و"الطبقات الكبرى" ١/ ٢٠٣.
(٦) انظر "الطبقات الكبرى" ١/ ٢٠٣ - ٢٠٤، والعراق: العظم.