للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"مَرْحَبًا وأَهْلًا". ولم يزده على ذلك، فخرج علي إلى نفر من الأنصار، فقالوا: ما قال لك؟ فأخبرهم، فقالوا: قد أعطاك الأهل والمَرْحب، ثم زوجه بعد ذلك.

قال ابن سعد: ولما خطبها علي ، دنا رسول الله من خدرها، وقال: إن عليًّا يطلب فاطمة (١).

فصار ذلك أصلًا في كلِّ بِكْر تُستأمر.

وقالت عائشة : كان رسول الله إذا أراد أن يزوج أحدًا من بناته، جلس إلى خدرها وقال: "إن فُلانًا يَذكرُ فُلانةَ". فيسميها ويسمي الرجل الذي ذكرها، فإن هي سكتت زوجها، وإن كرهت نقرت الستر، فإذا نقرته لم يزوجها (٢).

وفيها: كانت غزاة الأَبواء (٣) في شهر ربيع الأول، وهي أول غزاةٍ غزاها رسول الله بنفسه. واستخلف على المدينة سعْدَ بنَ عُبادةَ، وحمل لواءه حمزةُ بن عبد المطلب وكان أبيض، وخرج في المهاجرين لا غير يتعرَّض لِعير قريش، فأقام بالأبواء ووَدَّان خَمْسَ عَشرة ليلة، ووادعَ مَخْشيَّ بن عَمْرو سيّدَ بني ضمرة، أن لا يغزوهم ولا يغزونه، ولا يعينون عليه أحدًا، وكتب بينه وبينهم كتابًا، ثم عاد إلى المدينة ولم يلق كيدًا.

وفيها: كانت غزاة بُواط (٤) في ربيع الأول أيضًا، خرج رسول الله بنفسه في المهاجرين، وكانوا مئتين يتعرض أيضًا لعير قريش، وكان فيها أمية بن خلف الجمحي في مئة رجل من قريش، وفيها ألفان وخمس مئة بعير، وحمل لواءه سعد بن أبي وقاص، وكان أبيض، واستخلف على المدينة سعد بن معاذ، ثم رجع ولم يلق كيدًا.

وفيها: كانت غزاة سَفَوان (٥) في آخر ربيع الأول مَرْجِعَه من بُواط، وسَفَوان وادٍ


(١) "الطبقات الكبرى" ١٠/ ٢٠.
(٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤٤٩٤).
(٣) انظر "السيرة" لابن هشام ٢/ ١٧٠، و"المغازي" ١/ ١١، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٧، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٤٠٧، و"المنتظم " ٣/ ٨٨ وهي غزوة وَدَّان.
(٤) بواط: بضم الباء وفتحها. وانظر الخبر في "السيرة" ٢/ ١٧٦، و"المغازي" ١/ ١٢، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٨، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٤٠٧، و"المنتظم" ٣/ ٨٩.
(٥) وهي غزوة بدر الأولى، انظر الخبر في "السيرة" ٢/ ١٧٨، و"المغازي" ١/ ١٢، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٨، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٤٠٧، و"المنتظم" ٣/ ٨٩ - ٩٠.