للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالحجاز، وكان كُرْز بن جابر الفهري قد أغار على سَرْح المدينة، فخرج النبي في طلبه في المهاجرين، وحمل علي لواءه، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، ومضى حتى بلغ سَفَوان، وفاته كُرْزٌ فرجع إلى المدينة.

وفيها: كانت غزاة ذات العُشَيرة (١)، خرج رسول الله من المدينة في جمادى الآخرة في مئة وخمسين راكبًا من المهاجرين، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب، واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، فبلغ ذات العُشَيرَةِ يتعرض لعير قريش ففاتته إلى الشام، وهذه العير لما رجعت من الشام خرج يعترضها، فكانت وقعة بدر في رمضان، ثم رجع رسول الله إلى المدينة، ووادع مُدْلجًا (٢) فأكرموه، وأحسنوا ضيافته.

وفي هذه الغزاة كنّى رسول الله علي بن أبي طالب أبا تراب (٣).

وفيها: كانت سرية عبد الله بن جحش (٤) إلى نخلة، في جمادى الآخرة (٥)، وكانوا اثني عشر، وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: ثمانية، وقيل: تسعة، وهم: عبد الله بن جَحْش، وسعد بن أبي وقاص، وعمار بن ياسر، وعُكَّاشةُ بن مِحْصَن، وأبو حذيفة بن عتبة، وعتبة بن غزوان، وسهيل بن بيضاء، وعامر بن فهيرة (٦)، وواقد بن عبد الله، وكان كل اثنين يعتقبان بعيرًا، وأمرهم رسول الله أن يرصدوا عير قريش بنخلة.

قال عروة بن الزبير: إن رسول الله كتب لعبد الله بن جحش كتابًا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه ويمضي لما أمره به، ولا يستكرهنَّ أحدًا من


(١) انظر الخبر في "السيرة" ٢/ ١٧٦، و"المغازي" ١/ ١٢ - ١٣، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٩، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٤٠٨، و"المنتظم" ٣/ ٩٠. ويقال لها: العسيرة، بالسين المهملة.
(٢) في النسخ: "مذحجًا"، والمثبت من المصادر.
(٣) انظر "الطبقات الكبرى"٢/ ٩.
(٤) انظر "السيرة" ٢/ ١٧٨، و"المغازي" ١/ ١٣، و"الطبقات الكبرى" ٢/ ٩، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٤١٠، و"المنتظم" ٣/ ٩١.
(٥) ولعل الصواب أنها كانت في رجب كما في "المصادر"، وانظر "دلائل النبوة" للبيهقي ٣/ ١٧.
(٦) جاء في "السيرة": عامر بن ربيعة. ويؤيده ما أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (٣٤٧٩) و"الإصابة" ٢/ ٥٣٧ عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: بعثنا رسول الله في سرية نخلة …