للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللُّكَّام: وقد ذكره ابن حوقل في كتاب "الأقاليم" فقال: جبل اللُّكَّام هو الفاصل بين الثغرين، يعني: الشام والجزيرة، لأنَّ كلَّ ما كان وراء الفرات من الشام، ومن مَلَطْيَة إلى مرعش جزيرة؛ قال: واللُكَّام داخل في بلاد الروم، ويقال: إنه ينتهي إلى نحو من مئتي فرسخ ويمر على مَرْعش وعين زَرْبَة والهارُونيَّة وإلى ها هنا يسمى اللكام، إلى أن يجاوز اللاذقية، فيسمى جبل بهراء وتنوخ إلى حمص، ويتصل بلبنان ويمر على فلسطين حتى ينتهي إلى بحر القلزم ويتصل بالمقطَّم جبل مصر، قال: وأوله بالمشرق في بلد الصين خارجًا من البحر المحيط، فيقطع بلاد التُّبَّت وفَرغانة، ثم يمرُّ بسمرقَنْد على شمال الصُّغْد ويقطع نهر جَيحون إلى الخَزَر، ويكون عن يمين القاصد من خراسان إلى العراق، ومنه تتشعب جبال جُرجان وطَبَرِستان والدَّيلم، ويتصل بجبال أذْرَبيجان والرَّي ثم يعود إلى هَمَذان وخلوان وشَهرَزور، ويقطع دجلة بنواحي تكريت إلى حَديثة الموصل، ثم إلى الجُودي، ثم إلى آمد، ومنه تتشعب جبال أَرمينيَة، ثم يمرُّ إلى جبل الفتح (١) وباب الأبواب إلى بحر الخَزَر إلى بلاد يأجوج ومأجوج، ثم يتشعب منه جبل يأخذ إلى الفرات ويتصل بسُمَيساط إلى مَرْعش الذي ابتدأنا ذكره منها. قال: وإذا وصل إلى المقطَّم قطع النيل ثم مضى إلى بَرْقة وأقصى المغرب ثم البحر المحيط (٢).

فالحاصل: أن ابن حوقل قال: إنه يخرج من البحر المحيط بالصين وينتهي إلى البحر المحيط بالغرب، وهذا تخليط ظاهر لأنه جعله أولًا الفاصل بين الشام والجزيرة فينبغي أن ينقطع عند الفرات بأرض مَلَطْيَة، ثم خلطه بجبال طَبَرِستان والشرق ولبنان ومصر، وأين جبال مصر من جبال الشام وما وجه الاتصال بها وإنما كلُّ جبل على حدةٍ له حدٌّ.

وذكره غير ابن حوقل وقال: اللُّكَّام جبل مبارك، فيه الأبدال والمباحات والعيون، وحدُّه: من مَرْعش إلى مَلَطْيَة عرضًا، ويمتدُّ في بلاد الروم طولًا إلى حيث يعلم الله ﷿، وأما الجبل الذي يقطع دجلةَ بنواحي تكريت فهو جبل حُمْرين (٣) مشهور بالعراق.


(١) في "صورة الأرض" ص ١٥٦: "قبق".
(٢) "صورة الأرض" ص ١٥٤ - ١٥٧.
(٣) وهو الجبل الذي يقال له: "بارِمَّا" بين تكريت والموصل. انظر "معجم البلدان" ١/ ٣٢٠.