للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاسقُ، ورمَوْه بالحجارةِ، فانهزم وهو يقول: لقد أصاب قومي بعدي شر (١).

ونادى أبو سفيان: يا معاشر الأوس والخزرج، خَلُّوا بيننا وبين ابن عمنا، وننصرفْ عنكم. فشتموه أقبح شتم ولعنوه، فتأخر.

ونادى طلحةُ بنُ أبي طَلْحَةَ حاملُ اللواء: هلْ مِن مبارزٍ؟ فبرز إليه علي فقتله، فكبر رسولُ الله والمسلمون، وقالوا: هذا كبشُ الكتيبةِ (٢).

وقال هشام: برز طلحةُ بن أبي طلحة وقال: يا أصحابَ محمد، إنكم تزعُمون أَن الله يُعَجِّلُنا بسيوفكم إلى النار، ويُعجِّلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل أحد منكم يُعْجِّلُني بسيفه إلى النار أو أعجله بسيفي إلى الجنة. فبرز إليه علي فضربه، فأبانَ رِجْلَه ووقع إلى الأرض، فبدت عورته، فقال: يا ابن عم، أَنْشُدُك الله والرَّحِمَ، فرجع عنه، فقال له رسول الله : "ما مَنَعك أن تُجهزَ عليه؟ " فقال: ناشدني الله والرحم، فقال: "اقتله"، فقتله (٣).

فأخذ اللواء عثمان بن أبي طلحة أبو شيبة، وهو يقول: [من الرجز]

إنَّ على أهل اللواء حقًّا … أن تُخْضَبَ الصَّعْدَةُ أو تَنْدَقّا

فحمل عليه حمزة فضربه بالسيف على كاهله، فقطع يده وكَتِفَه. فقتله، ثم رجع وهو يقول: أنا ابن ساقي الحجيج.

فأخذ اللواء أبو سعد بن أبي طلحة، فرماه سعد بن أبي وقاص بسهم فقتله، فأخذ اللواء مُسافِع بن طلحة فرماه عاصم بسهم فقتله، فأخذ اللواء كِلاب بن طلحة، فقتله الزبير بن العوام، فأخذه الخلاس بن طلحة، فقتله طلحة بن عُبَيد الله.

فهؤلاء أربعة لِصُلْبِ طلحة قُتِلوا في ساعةٍ واحدة، وقُتِل أبوهم طلحة، وأخوه عثمان بن طلحة قبلهم وهم بنو عبد الدار، وأم بني طلحة سُلافة بنت سعد أوسِيَّةٌ.

ثم أخذ لواءَ المشركين شُريح بنُ قارِظ فقُتِل، ثم أخذه صُؤاب غلامُ أبي طلحة وهو


(١) "السيرة" ٣/ ١٩، و"المغازي" ١/ ٢٢٣.
(٢) "المغازي" ١/ ٢٢٥ - ٢٢٦.
(٣) انظر "السيرة" ٣/ ٢٣ - ٢٤، و"المغازي" ١/ ٢٢٥ - ٢٢٦، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٥٠٩ - ٥١٠.