للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يبق مع رسول الله سوى اثني عشر رجلًا (١): أبو بكر، وعمر، وعلى، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عُبَيد الله، والزبير بن العوام، وأبو عبيدة بن الجراح ، ومن الأنصار: الحُباب بن المنذر، وأبو دُجانة، وعاصم بن ثابت بن أبي الأَقْلح، والحارث بن الصِّمة، وقيل: وأُسَيد بن حُضَير، وسَعْد بن معاذ، وسهل بن حُنَيف، وبايعه على الموت ثمانية فلم يُقتل منهم أحدٌ: علي، وطلحةُ، والزبيرُ، وأبو دُجانة، وعاصمُ بن ثابت، والحُبابُ بن المنذر، وسهل بن حُنيف، والحارث بن الصِّمة (٢). وأنزل الله تعالى: ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٣].

قال البراءُ: فأصابوا منا سبعين (٣).

ورأى عبد الله بن قَمِيئَةَ الهذلي رسول الله ، فضربه بحجَرٍ، فشَجَّ وجههَ فوضَحه، ونادى: قتلتُ محمدًا، فقال له أبو سفيان بن حرب: إذًا نُسوِّركَ كما تفعل الأعاجم، وسمعه خالد بن الوليد، فقال: كذب ابن قَميئَةَ، أنا رأيت محمدًا في نفر من أصحابه مُصْعِدين في الجبل (٤).

ولما ضرب ابنُ قَميئَةَ وجه رسول الله ، دخلت حلقتا المِغْفَرِ في وَجْنَتَيهِ، فانتزعهما أبو عبيدة بنُ الجرّاح فسقطت ثَنِيَّتاه، فلم يُرَ قَط أثرمُ كان أحسنَ فَمًا منه (٥).

ولما رمى ابن قَميئَةَ رسول الله ، قال: خذها وأنا ابن قَميئَة. فقال رسول الله : "أَقْمأَكَ اللهُ". فسلَّط الله عليه بعد الوقعة كبشًا فنطحه حتى قتله (٦).

ورمى حِبّانُ بنُ العَرِقَةِ رسول الله بسهم، وقال: خُذْها وأنا ابنُ العَرِقَةِ، فقال


(١) البخاري (٣٠٣٩) من حديث البراء، وفي "المغازي" للواقدي، و"الطبقات": أربعة عشر رجلًا.
(٢) "المغازي" ١/ ٢٤٠.
(٣) البخاري (٣٠٣٩).
(٤) انظر "المغازي" ١/ ٢٣٦ - ٢٣٧.
(٥) "المغازي" ١/ ٢٤٧، والحاكم ٣/ ٢٩ من حديث عائشة .
(٦) أخرجه الطبراني في "الكبير" (٧٥٩٦) من حديث أبي أمامة، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٦/ ١١٧: وفيه حفص بن عمر العبدري وهو ضعيف، وانظر "المغازي" ١/ ٢٤٦.