للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما قوله: إن فيها عشرة أعين، فإن في القلعة عينًا واحدة وهي يسيرة فإني شاهدتها.

وقد ذكرها ابن حوقل فقال: وجبل ماردين من قرار الأرض إلى ذروته مسيرة فرسخين أو نحو فرسخين، وعليه قلعة لحمدان بن الحسن بن عبد الله بن حمدان تعرف بالبازي الأشهب لا يستطاع فتحها عنوة، وفي الجبل جوهر الزجاج وحيَّات عظام (١). وفي الجملة فهي أحصنُ قلاع الجزيرة وأمنعها وأعلاها وأرفعها.

وبالشام قلاع كثيرة: منها قلعة حلب، وتسمى: الشهباء، فإن ملك الروم نزل عليها، وفتح البلد، ولم يقدر على فتحها وقتل عليها ابن أخته لما نذكر في زمان سيف الدولة (٢)، وكان سيف الدولة يفتخر بها ويقول: معقلي حلب وشاعري المتنبِّي. وبقلعة حلب آثار الخليل ، ويقال: إنه أوى إليها عند دخوله إلى الشام.

ومن قلاع الشام قلعة حمص وحماة وتدمر وبَعْلَبَك وصَرْخَد وعَجْلون والكَرْك والشَّوْبَك، وكان بالساحل قلاع أُخربت كالقدس وكَوْكَب والطُّور وتِبْنين وهُوْنين وبانيَاس وغير ذلك، لما نذكر إن شاء الله تعالى.

* * *


(١) "صورة الأرض" ص ١٩٤.
(٢) سيأتي الخبر في سنة (٣٥١ هـ).