للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجزيرة يأكلون النساء دون الرجال.

ومنها: جزيرة الرَّامي (١)، وبها البَقَّم (٢) وعرقه ينفع من سمّ ساعة.

ومنها: جزيرة فيها الرصاص القَلْعي، وجزيرة فيها قرود مثل الجواميس، وسنانير لها أجنحة، وفي هذه الجزائر الكَرْكَدنّ، وهو دابة دون الفيل وفوق الجاموس، يأكل الحشيشَ، وله قرن واحد طوله ذراع وغلظه قبضتان، وفيه صورة من أول القرن إلى آخره، فإذا انشقَّ القرنُ ظهرت الصورة بيضاء في سواد كالشبح: صورة إنسان أو دابة أو طاووس أو طائر أو سمكة ونحو ذلك (٣). يتخذ أهل الصين من ذلك القرن مناطق تبلغ المنطقة أربع مئة دينار، وملوك جزائر الكَرَكَدَّن مخرمو الآذان.

وقال في "جغرافيا": وحصى هذه الجزائر الياقوت والمَرْجان وأصناف الجواهر، وبين الجزيرة والجزيرة ميل وأقل وأكثر، يعني: جزائر الوقواق، وعندهم النارَجيل، لا يفقد من النخل غير الثمر، وقيل: هو المقل، قالوا: والنارَجيل فيه خاصية، وذلك لأنَّ بيوت أموال ملكة جزائر الوقواق الوَدَع، فإذا قلَّ قطعوا من سعف النارَجيل بخُوصه فيطرحونه على وجه الماء فيخرج منه حيوان فيتراكب فيتولَّد منه الوَدَع، فيطرحونه على ساحل البحر ويلقون عليه الرمل فتحرق الشمسُ ما فيه من الحيوان، ويبقى الوَدَع وحده فيملؤون منه بيوتَ الأموال.

وقال النُّوبختي: وآخر هذه الجزائر جزيرة سَرَنْديب، وبين هذه الجزائر خليج فيه حيات تبلع المراكب، قال: وبعد سَرَنْديب مما يلي المشرق ألف جزيرة في ألف فرسخ فيها ممالك ومعادن، ثم يليها جزائر فَنْصورة، وهي مملكة المهراج، ولا تضبط جنوده لسعة مملكته، وفي مملكته خمسون ألف فيل يقاتل عليها، ومعنى المهراج: ملك الملوك، وعنده الكافور الفنصوري، وقيل: هو عيون في الجزيرة.


(١) وهي التي تسمى: "سَيَلان". انظر "معجم البلدان" ٣/ ٢٩٨، و"الروض العطار" ص ٢٦٤.
(٢) هو خشب شجر عظام، تنبت بأرض الهند والزنج، وورقه مثل ورق اللوز الأخضر، وساقه وأفنانه حمر. "المعتمد في الأدوية المفردة" ص ٣١، وفيه أنه إذا شرب من أصله مسحوقًا قدرٌ ما، قتل صاحبه. وما في "الروض العطار" ص ٢٦٤ موافق لما عند المصنف.
(٣) انظر "الحيوان" للجاحظ ٧/ ١٢٩.