ومنها: جزيرة يسمع منها صوت الطبول والملاهي والرقص دائمًا والتصفيق، واسم هذه الجزيرة: برطاييل، يقال: إنَّ الدَّجَّال فيها. وفي مملكة المهراج جزيرة دورها أربع مئة فرسخ، عمائر متصلة، وفيها البُزاة والصقور والشواهين.
قال: وفيها جزيرة فيها عين يقال لمائها: ماء العقل، من شرب منه ازداد عقله وفهمه.
وفيها: جزيرة يقال لها: سُقُطْرَى، لا يوجد الصَّبِر الأُسقطوي إلّا فيها.
وذكر في "المسالك": أنه ليس وراء الصين مسلك إلا رمال تجري فيها السفن، وبعدها مدينة قوم موسى الذين يقضون بالحقِّ وبه يعدلون.
وقد ذكر أبو إسحاق الثعلبي عن السُّدي قال: هم قوم بينك وبينهم نهر من شهد، وحكى أيضًا عن ابن جريج قال: لما قَتل بنو إسرائيل أنبياءهم وكفروا كانوا اثني عشر سِبطًا، تبرأ منهم سِبط مما صنعوا واعتذروا إلى الله تعالى وسألوه أن يفرق بينهم، ففتح لهم نفقًا في الأرض فساروا فيه سنة ونصفًا حتى خرجوا من وراء الصين، فهم هنالك حنفاء مسلمون يستقبلون قبلتنا (١).
وحكى أيضًا عن الربيع والضحاك وعطاء فيما رواه عنهم الكلبي قال: هم قوم خلف الصين على نهر يجري الرمل فيه يسمى نهر: أوداف، وليس لأحدٍ منهم مال دون صاحبه، يُمْطَرون بالليل ويصحون بالنهار ويزرعون، لايصل إليهم منا أحد ولا منهم إلينا، وهم على الحق.
قال الكلبي: وذكر أنَّ جبريل ﵇ مرَّ بالنَّبي ﷺ عليهم ليلة الإسراء فسلَّم عليهم فقال لهم جبريل: هل تعرفون من تكلمون؟ قالوا: لا، قال: هذا محمد ﷺ النبيّ الأمي، فآمنوا به وقالوا: يا رسول الله إن موسى أوصانا وقال: من أدرك منكم أحمد فليقره مني السلام، ثم أمرهم بالصلاة والزكاة، وكانوا يسبتون فأمرهم بترك السبت وإقامة الجمعة، والله أعلم.
(١) أخرجهما الطبري في تفسيره ١٣/ ١٧٣ - ١٧٤، وقال ابن كثير: خبر عجيب. ورد الألوسي هذين الخبرين وما بعدهما.